الأحد، 10 مارس 2024

لَوْحَةُ الْمِفْتَاح / بقلم / عارف تكنة

 د.عارف تكنة

لَوْحَةُ الْمِفْتَاح

مَعِضَتْ حُرُوفٌ إِذْ دَنَا الْمَمْقُوتُ
مَعَضًا بِمَهْرُوفٍ لَدَيهِ نَصُوتُ

لَولَا التَّنَاصُتُ لَا يَحُومُ حِمَامُهُا
وَكَذَا التَّفَلُّتُ إِنْ أَتَى الْمَفْلُوتُ

هِيَ إِنْ أَطَلَّتْ أَو تَطَاوَلَ وَجْهُهُا
قَصَرَتْ بِمَقْصُورٍ وَطَالَ خُفُوتُ

هَزَّتْ صِحَابًا حِينَ أَنْتَنَ نَتْنُهَا
هَزًّا فَهَلْ بَعْدَ اهْتِزَازِ ثُبُوثُ؟

فَتَكَتْ بِمَفْتُوكِ الْوِصَالِ بِفَتْكِهَا
فَتْكًا فَأَقْبَرَ قَبْرَهَا تَابُوتُ
شَمِتَ الْعَدُوُّ شَمَاتَةً وبِشَمْتِهِ
فَرِحَ الْوُشاةُ وقَدْ بَكَى الْمَشْمُوتُ
يَا سَائِلِي مَالِي أَرَاكَ مُمَالِئًا
فَلِمَ التَّمَالُؤُ والْخَلِيلُ قَنُوتُ

مِنْ سَاجِرٍ سَجَرَ السُّجُورَ بِسَجْرِهِ
فَكَذَا اسْتَجَارَ؛ أَبَيْنَهُمْ طَاغُوتُ؟

ذَاكَ التَّلَاحِي حِينَ لَاحَ بِلَائِحٍ
مِنْ بَعْدِ بُغْضٍ يَسْتَحِيلُ الْقُوتُ

إِنِّي أَرَى بَعْضَ (الْأَسَافِيرِ) الَّتِي
نَضَحَتْ غُثَاءً وَالْغُثَاءُ نُعُوتُ

نَعْتًا بِإِلْقَاءِ الْعَواهِنِ عِنْدَهَا
زَحَرَ الزَّحِيرَ بِلَافِتٍ مَلْفُوتُ

فَالسَّيْلُ يَهْدِمُ كُلَّ مَهْدُومٍ بِهَا
مَا دَارَ فِي ذَاكَ الْمَدَى يَاقُوتُ

صَغْوًا بِمَصغُوِّ الضَّجِيجِ بِضَجَّةٍ
يَمْكُو الْمُكَاءَ بِهَا بِذَاكَ مَكُوتُ

خَلُقَ الْخَلِيقُ بِهَا وبَعْدَ خَلَاقَةٍ
رَفَتَ النَّسِيجُ ونَسْجُهُ مَرْفُوتُ

فَتَحَسَّسَ (الْحَاسُوبُ) قَبْلَ مَواتِهِ
رِفْقًا بِمَرفُوقٍ بِهِ أَيَمُوتُ؟

وتَحَسَّبَ الْمَحْسُوبُ قَبْلَ فَوَاتِهِ
لُطْفًا بِمَلْطُوفٍ بِهِ أَيَفُوتُ؟

وتَبَاعَدَتْ شَطَطًا وعَادَ بِسَبْلِهَا
فَنَأَى الْبَخِيْتُ بِهَا كَذَا المَبْخُوتُ

نَهِمَتْ بِهَا نَهَمَ النَّهِيمِ بِسُحْتِهَا
مَا عَادَ يَشْبَعُ عِنْدَهَا الْمَسْحُوتُ

وتَحَجَّرَتْ تِلْكَ الْخُصُومُ ومَا دَرَتْ
مَا بَاتَ مَوعُودًا بِهِ (جَالُوتُ)

وتَبَعْزَقَتْ عِنْدَ الشَّتَاتِ تَبَعْزُقًا
فَاحْتَارَ فِي أَمْرٍ لَهُمْ (هَارُوتُ)

وتَفَرَّقَتْ فِرَقًا جَمَاعَاتٌ سَرَتْ
فَأَثَارَ ثَائِرَةً بِهِمْ (مَارُوتُ)

وتَخَاصَمَتْ هَذِي بِتِلْكَ وقَدْ عَوَتْ
ذَاكَ الْعُوَاءَ وبَعْضُهَا مَبْهُوتُ

بُهْتَانُ بَعْضٍ عِنْدَ كُلِّ تَبَاهُتٍ
يُرْثَى لِحَالٍ إِذْ نَعَتْهُ بُيُوتُ

فَتَسَاقَطَتْ تِلْكَ السُّقُوفُ بِرَأْسِهَا
وتَشَقَّقَتْ عِنْدَ السُّقُوطِ نُحُوتُ
يَا (لَوْحَةً) بَذَرَتْ بُذُورَ تَفَتُّتٍ
فَالْأَرْضُ حُبْلَى والْبُذُورُ نَبُوتُ

مِنْ بَعْدِ إِنْبَاتٍ بِنَبْتَةِ نَابِتٍ
قَدْ صَارَ مُنْبَتًّا بِهَا الْيَنْبُوتُ
بَتًّا بِفَتٍّ بَعْدَ إِلْفِ صُلُودِهِ
قَدْ بَاتَ مَفْتُوتًا بِهَا الْمَفْتُوتُ

ذِي (لَوْحَةُ الْمِفْتَاحِ) بُتَّ بِحَرفِهَا
مِنْ بَعْدِ تَحرِيفٍ دَنَا الْمَبْتُوتُ

إِذْ بِاتَ إِغْضَاءُ الْمَطَارِفِ طَارِفًا
عِنْدَ الْطَرِيفِ وبَعْضُهُ مَنْهُوتُ

مَطْرُوفُ طَرْفٍ صَارِفٍ بِتَصَرُّفٍ
عِنْدَ النُّهَاتِ؛ نَهِيتُهُ نَاسُوتُ
رَبْثًا بِإِسْكَاتِ الْحَبِيسِ بِسَكْتَةٍ
رَبَثَ الرَّبُوثُ وحَبْسُهُ مَسْكُوتُ

دَرْبَانِ فِي تِلْكَ الدُّرُوبِ لِدَارِبٍ:
يَقَظٌ بِدَرْبٍ أَو طَرِيقُ يَنُوتُ

مِفْتَاحُ فَتْحٍ واِنفِتَاحُ بِفَاتِحٍ
عِنْدَ افْتِتَاحٍ؛ فَتْحُهُ رَحَمُوتُ

مِغْلَاقُ غَلْقٍ وانْغِلَاقُ بِغَالِقٍ
عِنْدَ الْغُلُوقِ؛ وغَلْقُهُ رَهَبُوتُ

والْحَقُّ أَبْلَجُ مِنْ بُلُوجِ تَبَلُّجٍ
أَمَّا التَّلَجْلُجُ بَاطِلٌ مَنْعُوتُ
هَلَّا نُلَمْلِمُ كَي نُرَمِّمَ ذَا البِنَا
رَمًّا بِمَرْمُومٍ بِهِ الْمَسْبُوتُ

سَبْتًا بِأَسْبَاتٍ فَسَبْتَةُ سَابِتٍ
طَلَقَتْ بَشَائِرَهَا ومَارَ كَبُوتُ

مَا عَادَ مَكْبُوتًا بِكَبْتَةِ كَابِتٍ
عِنْدَ السُّبَاتِ لِيَهْنَأَ الْمَكْبُوتُ

مِنْ رَاقِئٍ رَقَأَ الرُّقُوءَ بِثَابِتٍ
مِنْ كُلِّ قَولٍ إِذْ دَنَا الْمَثْبُوتُ

مِنْ رَائِبٍ رَأَبَ الصُّدُوعَ بِصَادِعٍ
جَبْرًا بِمَجْبُورٍ؛ هَوَى الْجَبَرُوتُ

أَبْدَى بِهَا الْمَرْؤُوبُ لُحْمَةَ لَاحِمٍ
وعْدًا لِهَافِتِ حِينَ كَفَّ هَفُوتُ

مَا كَانَ يُوفِي ذَا الْوَفَاءَ بِوَعْدِهِ
لَولَا الْإِلَهُ؛ وقَدْ عَلَا الْمَلَكُوتُ

فَالصُّلْحُ خَيْرٌ والتَّصَالُحُ مَنْفَلٌ
أَمَّا الْحِسَابُ؛ فَيَوْمُهُ مَوْقُوتُ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يقولون كذباً / بقلم / محمد شايب

  يقولون كذباً أنا السبب لكل ما جرى لكم أيها العرب أنا من حطم الأخلاق والعلم وسرق النفط والذهب تعرفون لماذا تماديت و كشرت عن أنياب الغضب لأن...