الثلاثاء، 5 مارس 2024

اتصل بي / بقلم / فاتن دياب

 اتصل بي منذ يومين يدعوني للخروج لا أكثر

وفي اليوم التالي دعاني للخروج ثانية
عندما ألتقيته للمرة الأولى، جلسنا نتبادل أطراف الحديث
مضت اللحظات، الدقائق والساعات، دون أن نشعر بها
جلسنا ساعات وساعات نتحدث عنه، عنّي، عن كل شئ
كل شئ يخطر ببالي، يتراءى في في خياله.
أخبرني عن طفولته، حبه، عائلته.
أخبرته عن هفواتي، توقعاتي، عن توهاني وطلعاتي ونزلاتي في هذه الدنيا.
بدونا كتائهين في دنيا الأخبار والخبريات، نتقاذفها وتتقاذفنا، كأنها المرة الأولى والأخيرة التي يُسمح لنا بالكلام.
بدونا كأننا أطفال تحررت من عقابٍ مزمن.
كان معجباً بالمكان الذي جلسنا فيه، يدور بعينيه يساراً يميناً، يحاول تفحص تفاصيل الأغراض، الأثاث والوجوه.
يحاول إلتقاط الاشارات والرموز والأفكار.
انتهى اللقاء وغادرنا المكان، خطوة للأمام وعشرة للوراء، لانريد المغادرة، وكل منّا يبدو أنّه يريد البقاء ويدافع عن لعبته التي يحاولون سرقتها منه.
قبل أن أصل الى منزلي تسللت أناملي الى هاتفي النقّال، لأقول له:"هل وصلت إلى المنزل؟ هل سُررت باللقاء؟ هل سنكرر اللقاء؟ هل وهل وهل؟"
أما في مشوارنا الثاني، أتفقنا على القيام بصبحية على فنجان قهوة على كورنيش المنارة الذي لطالما أغرمت به.
لكن الذي حدث بدل من أن ينتظرني، تاه ولم يستطع الوصول، ركضت لملاقاته، عقلي سبقني، قلبي كان يركض أمامي.
شربنا القهوة سوياً وأخبرته عن الجنون ولحظاته، عن الحاجة لهذا الجنون وهذا الانسان وهذا المكان، وبقيت مكاني أفكّر وأحلم أن يستمر هذا الوصل وهذا اللقاء
"فاتن دياب "
لبنان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

غَباء وغَوْغاء / بقلم / سلوم احمد العيسى

غَباء وغَوْغاء كَمْ مِنْ غَبِيٍّ جَهولٍ لا اعتَبارَ لَهُ قَدْ طَبَّقَتْ أُفُقَ الأخْبارِ شُهْرَتُه بفَضْل حَمْقى،وأَغْثاثٍ يَرَونَ لَهُ فضْل...