السبت، 10 فبراير 2024

تَحَرٌَرَت من قَيدِها / بقلم / عبد الكريم الصوفي

 تَحَرٌَرَت من قَيدِها

جاءَت إلى مَنزِلي وجَفنها مُسدَلُ
وجهها شاحِبُُ ... في سَيرِها تُمَهٌِلُ
وشَعرُها العَسَليٌُ وقَد تاهَت بِهِ الخِصَلُ
والشِفاهُ تَرعَشُ ... واللٌَحظُ مُنكَسِرُ
أجلَستَها بَينَ الوُرودِ وقَد لَفٌَها من حَولِها الضَجَرُ
يا لَهُ صَمتُها ... من عُمقِهِ تُستَلهَمُ العِبَرُ
رَمَقتُها خِلسَةً في وَجهِها ... عن سِرٌِها أستَفسِرُ
فَلاحَظَت نَظرَتي ... وأدرَكَت أنٌَني لِفِكرِها أسبُرُ
فَتَمتَمَت ... قَد أُغرِمَ فارِسي بِغادَةٍ جَمالُها في زَعمِهِ يُبهِرُ
طَلٌَقَني الفَتى تَعَسٌُفاً يا بِئسَهُ التَخاذُلُ
خَمسُُ مِنَ السَنَوات ... أضَعتها ... ولَم يَزَل يَشوقُني في قُربِهِ التَغَزٌُلُ
والفَتى في الحَياةِ عابِثُُ ... أو عَلٌَهُ في جَهلِهِ يوغِلُ
مَنَحتهُ مُهجَتي ودَمي يَنبُضُ في العُروق ... لكِنٌَهُ لا يَحفَلُ
مِن بَعدِ تَضحِيَتي ... يَغدرُ ؟ ... هَل يَحسَبُ نَفسَهُ في غَدرِهِ بَطَلُ ؟
ما أفعَلُ في خَيبَتي ؟ ... وكيفَ تُرشِدُني يا أيٌُها المُبَجٌَلُ ؟
قَد حِرتُ في أمرِها ... وشابَني التَرَدٌُدُ لَحظَةً ... يا وَيحَهُ الشَلَلُ
ويا لَهُ ظُلمُ النِساء ... في النُسوَةِ ما يَفعَلُ ؟
إذ كَيفَ لي أن أنثُرَ في قَلبِها فَرَحاً ؟ ... وهَل يُصنَعُ التَفاؤُلُ ... ؟
لكِنٌَني أجَبتها ... وأنا مُطرِقُُ ... لا تَحزَني من غادِرٍ حينَما يَرحَلُ
رَحيلهُ نِعمَةُُ حَلٌَت بِكِ ... والنِعمَةُ لا تُهمَلُ
فَأستَبشِري ... في غَدٍ ... لا نَدرِ ما يَحمُلُ
فأطرَقَت ضَيفَتي تُفَكٌِرُ ... كَأنٌَها أدرَكَت مَرمى الحَديث ... أو عَلٌَها تُجامِلُ
لكِنٌَها إستَبشَرَت حَقيقَةً ... وأشرَقَ وَجهها ... رَبٌَاهُ ما يَفعَل الأمَلُ
مُستَرسِلاً في الحِوار أخبَرتَها ... ذاكَ الطَلاقُ في مِثلِ حالَتك يُستَسهَلُ
تَحَرٌَرَت روحَكِ من قَيدِهِ ... وأُطلِقَت مِنك اليَدَين ... والفِكرُ والتَخَيٌُلُ
يا غادَةً لا تَحزَني من بُعدِهِ ... فالبُعدُ عَنهُ أجمَلُ
وغادِري أحزانَكِ ... يا وَيحَها أحزانَكِ لِلمُهجَةِ
كَم هِيَ تَقتُلُ
فالحَياةُ لا يَنقَضي زَخمُها ... فَكَيفَ عَنها نَذهَلُ ؟
تَبَسٌَمَت ضَيفَتي تَفاؤلاً ... وأستَرسَلَت تَسألُ ...
هَل أغمُرُ مُهجَتي بَهجَةً ؟ وفي غَدٍ حالَتي تُبَدٌَلُ ؟
أجَبتها ... قَد بُدٌِلَت من فَورِها ... مَرحى لَهُ التَبَدٌُلُ
لَمَعَت مِنها العُيون ... كَأنٌَما قَد شاقَها التَغَزٌُلُ
فَقُلتُ في خاطِري ... يا وَيحَها ... مَتى إذاً ضَيفَتي تَرحَلُ ؟ !!!
لكِنٌَها أسبَلَت لي جَفنَها ... وأنا لِلغادَةِ إنٌَما أُجامِلُ
فَأسرَفَت تَدَلٌُلاً ... تَعبَثُ في شَعرِها ... يا سَعدَها الخِصَلُ
وأستَرسَلَت ... يا لَلنِساءِ حينَما تَستَرسِلُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الميماس والدبلان / بقلم / سليمان أباالحسن

  الميماس والدبلان في حمص طبت خيولنا شد أعنتها رقص الخبب وديك الجن هام بسكرته وأفرغ ناهلا خمر القرب إنها حمص ابنة عاصيها غرر نواصيها فخر ا...