الأربعاء، 20 ديسمبر 2023

فن الحوار والنقد / بقلم / غزوان فائز سمّاك

 الثقافة واللّباقة و فن الحوار والنقد*

بقلم : غزوان فائز سمّاك.
الكثير ممّن تصَدّروا أو صُدِّروا أو صدّروا أنفسهم لنخبة المثقّفين أو السياسيين...، يجهل للأسف أساسيات فن الحوار ولباقة النّقاش وقواعد النّقد وأسسه ومنهجه،
وهذه ظاهرة خطيرة قد تؤدّي إلى نتائج سلبية كارثية لا تُحمدُ عقباها،
النقاش والحوار هو عبارة عن حديث تشاركي بين اثنين بغية الوصول للحقيقة، الحوار والنّقاش عبارة احترام كلا الطرفين لنظيره،
لا التّهكّم والصراخ واطلاق الأحكام القائمة على العاطفة غير المنضبطة بقانون العقل والأخلاق،
فمتى الجعجعة انتجت طحيناً؟!!!، ومتى الرعد أنبت زهراً؟!!!، ومتى الخُطب حرّرت أرضاً أو استعادت حقّاً؟!!!،
*أمّا النّقد* : فحديثه ذو شجون، فالنّقد ليس مجرّد الطعن أو التشكيك بالآخرين، وليس التّشّفي بهم أو تشويه سمعتهم أو الإساءة لهم،
إنّ النّقدَ البّنّاء الذي يُبتغى به وجه الله تعالى، هو النقد القائم على أسس الكتاب والسنة والمصلحة المنشودة للمجتمع الذي اعيش فيه وادافع عنه،
لقد تعلّمنا قواعد وأسس النّقد البنّاء من القرآن الكريم، عندما قرأنا قوله تعالى:" لا يجرمنّكم شنآن قومٍ على ألّا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى"
تعلّمناها من سنّة سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، عندما انتقد شرك المشركين وكفرهم ولم يتطرّق لآبائهم أو أجدادهم، عندما انتقد القرآن الكريم فرعون وهامان وأبا لهب وغيرهم لكن لم يتطرّق لآبائهم أو أجدادهم، إنّما كان النّقد في القرآن والسّنة موجّه للأفعال السلبية التي أصرّ عليها بعض الأشخاص، ومع ذلك أرسل الله لهم رسلاً كي ينجو من النار" اذهبا إلى فرعون فإنّه طغى..."
ومن هنا أنشأ علماء المسلمين علما يقوم على هذه المفاهيم يُسمّى " علم الجرح والتّعديل" تجد فيه قمّة العدل والموضوعية والتّجرّد، فمثلا عندما تكلّم المحدّثون في محدّث فإنّهم يذكرون صفاته من صدق أو كذب أو اتقان أو تخليط في آخر العمر أو نسيان...، لكن يستحيل أن يتطرّقوا لأبيه أو جدّه أو نسبه أو لقبه أو حسبه، وهذا قمّة الإنصاف، لأنّ غايتهم الحق والإصلاح، وهذا مانطلق عليه" منهج النّقد عند المحدّثين" ليتنا نأخذ بهذه القواعد وهذه الأدبيات والسّلوكيات في حواراتنا ونقاشاتنا وانتقادنا لبعضنا البعض، فما النقد في الإسلام إلّا النّصيحة نعم النّصيحة وما أجمل أن ننصح بعضنا لنكمّل بعضنا بعضا، ونشدّ بعضنا بعضاً لنصل للكمال والرّقي وتحقيق الأهداف المنشودة لأمّتنا.
*غزوان فائز سمّاك*
عبرات ونظرات في الفكر والأدب الإسلامي المعاصر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حضورك وأنا / بقلم / زين صالح

  حضورك وأنا لماذا عليّ أن أحضــــر ؟ دعني منك ، أيها الساذج ،،، وعودك باطلة ، ومن الثرثرة تكثر ... هوّن عليك يا هذا ،،، يا صديق أبليس ،،، ي...