تعالوا نحكم بلاد العرب معا / بقلم / محمدبلا

 تعالوا نحكم بلاد العرب معا ..

براكين حقد تثور في أوطاني ..

ترمي حممها وأنهار دماء ..

تحرق الشباب والأحلام ...

وتجرف الورود والأزهار ..

تأخد العزيز والشيخ ..

تفتك .. بأجسادهم الهزيلة ..

سياط الزبانية والعقوق ..

فأرض العرب ... أرضنا ..

سماؤها ظلمة وسواد ..

يحلق فيها الغراب سيدا لوحده ..

بعد أن أعدمت كل الطيور ..

لا شمس فيها ولا قمر ..

والنجوم تهاوت ..

آنطفأت حزنا ...

فصارت أرضنا جرداء ..

لا زرع ولا ماء ...

والموت يعانقنا في الدروب والممرات .

تعالوا نحكم بلاد العرب معا ...

نصحح مسيرة القدر ...

فنحن لسنا عبيدا له .. نأمر ..

تعالوا نطرد كل الأمراء والأسياد ..

نرمي بدساتيرهم في النيران ..

ونرقص حولها بنشوة النصر ..

نرمي بعهودهم في البحر ..

فلا عهد كان لنا معهم ..

ولا ميثاق بصمنا عليه حبا ..

هبوا ... من كل صوب ..

نلقي بالرؤساء وملوك الأحزاب ..

هم اللات والعزى ومناة ..

نزيح معلقاتهم من جدران الكعبة ..

وندفنها عميقا في الأرض ..

تتغذى بها الديدان ...

لتبعث أمنا الأرض من جديد ..

لنشيد لهم أصناما ..

نرميها بسبعة حجارة كل يوم ..

لا أحد منهم صاحب القلب الكبير ..

لاأحد منهم نطق بالعقل الحكيم ..

حسبوا .. وحسبوا ..

أن الملك بالعروش يقاس ..

فأين عرش بلقيس وكسرى والقيصر ...؟؟

ظنوا ... و ظنوا ..

علو تماثيلهم الذهبية ...

قدسية لهم ..

وأن الحق تولد منهم ..

في أرض رحل عنها الأنبياء والرسل .

توقفوا عن البكاء ...

نعدكم بهدم كل القصور ...

ونعيشوا معا عيشة عدل عمر ..

سنقسم حبا و دما لأرضنا ..

سيدعم الرب الجليل القسم ...

سيشهد الكل عليه ..

سينحني الكل له ...

حتى السماء و النجوم و القمر

ستنحني أمامه ..

سيتولد آيماننا من جديد ..

لنا رب واحد لا شريك له ..

وأقوال الرسول وأعماله دساتير لنا ..

ونرمي بكتب الشروح والتفاسير ...

فتفسير العقل خير تفسير ...

لاإمام يخنق أنفاسنا كذبا ..

ولا وجود للفتاوي المضحكة بيننا ..

وكل ما قيل عن إبن وإبن وعن ...

لا يأخد به ...

لنا العقل النير كما قلنا ...

به نحكم ونتدبر أمورنا ..

عندها نعدكم ...

ستشرق شمسنا ..

ويتنفس الأباء والأجداد الصعداء ..

سيتولد من جديد آيماننا ..

سلاح لنا في الحياة القادمة ..

و القدر سيغير خرائطه ..

أحلام بألوان قزح ستغمرنا ..

وأحزان دفينة ستحلق فوقنا ..

وترتاح ونرتاح معها .

نحن ذاك النهر الكبير والأمل

يتمخض في غياهبنا ..

حليب وعسل ...

شلال لا يتوقف ..

نحفر ممرات بين الصخور ..

نخرق كل جبال شاهقة ..

تعيق مجرانا ..

ونواصل الجريان خيرا ونعيما ..

نحن النهر الثائر الذي لا ينضب

نحن الحياة ..

والرحمة منا ستتولد ..

وهذا نشيد وطننا الرحمة .

إتركونا نحكم بلاد العرب معا .. عشقا ..

نلغي كل حدود الغرب لنا ..

نسير بها بحرية جدنا إبن بطوطة ..

نلغي القبلية والمشايخ والمزارات ..

وكل ولاء لغير أرض الرحمة منبوذ عندنا ...

لا سنة ولا شيعة ...

ولا مذاهب ستسود ...

فأهل الله كلنا نحن ...

بها نحيا ونموت ..

ارضنا تمقت سماع الكبرياء ..

انا العربي .. نحن له رافضين ..

أنا الفارسي ... نحن له رافضين ..

أنا الأمازيغي .. نحن له رافضين ..

بل تعشق سماع الصوت السجي ..

أنا الرحيم ...

أنا الرحيم ... ذاك أصلنا ..

حكمنا ... تنظيم الأمور برحمة ..

كقصيدة نسجت بحروف نورانية

هذه مبادئ دولة الرحمة ...

لا رعية فيها بل إخوة ...

لا ضرائب فيها بل تكافل ...

ولنا الله فيها وحده السند .

نعدكم ستشرق شمسنا معا .

فأرض الرحمة ستكون رحيمة بنا ..

مادمنا نرحم إخوة لنا في الأرض .

محمدبلا

بلادالرحمة

10/02/2020