الاثنين، 3 يوليو 2023

زَخَّةُ المَطَرِ / بقلم / سليم بابللي

زَخَّةُ المَطَرِ

من البحر البسيط
:سليم بابللي

دُنيايَ ذا مرَّةٍ غَنَّت على وَتَري
أَهدَت لنا مُنيةً في زَخَّةِ المَطَرِ

أَحيَتْ بِها زهرَةً طافَ اليباسُ بِها
والرَّوضُ طابَ الجنى و اخضَرَّ لي قَدَري

جادت بيومٍ لنا ما بَعْدَهُ كرَمٌ
جاءتْ بِإ شراقِها فيضاً من الصُّوَرِ

إشراقَةٌ يَخْتبي في طَرفِها حَذَرٌ
قادتْ إلى ساحِها في حيرةٍ حَذَري

مِنْ طَرْفِ سَهمٍ غَزا صوناً لغايَتِهِ
طَرْفي قَضى سَهمُهُ في رَميَةٍ وَطَري

مِنْ دونِ قَصدً لهُ نالتْ رسائِلُهُ
عَيْنَ المُنى للمُنى في طائِلِ النَّظَرِ

تِيهي أَيَا غادتي في مُهجَتي و اخلُدي
حوريَّةً أَقبلتْ في هيئةِ البشَرِ

حَسَّت بِقُربي كما حَسَّ الفُؤادُ بها
في قلبنا رؤيةً سبَّاقَةُ النَّظَرِ

كانت كما ظبيةً تمشي على عَجَلٍ
و اليومَ جاءت لنا تمشي على الإبَرِ

هل صابَها غَطرَفٌ أَمْ نابَها خَجَلٌ
تختالُ في مِشيةٍ قُدَّت من الكِبَرِ

هل كانَ في قَصدنا دَرْءاً لنا مَطَراً
أم خِشْيةً رَعدُه ينهالُ بالخَطَرِ

لَمّا أوينا إلى كَهفٍ يُظلِّلُنا
زانَ الهوى يومَنا في صُحبَةِ القمَرِ

بَردٌ طَغى أم هواً نالت مفاصِلُنا
بانَ الهوا فِعلُهُ في رَعشةِ الحجرِ

لا تَكتُمي ضِحكَةً ظمآنُ هَلَّتَها
عَلّي بِها أرتوي في نَشوةِ الظَّفَرِ

لا يَرتوي خافقي من كأسِ صبوتِهِ
إلّا إذا جاوزَت أضلاعُها فَقَري

أحسستُ في خاطِري من قبلِ هَلّتِها
طيفاً مَحا طرفُهُ في ومضةٍ أثري

فيهِ الجمالُ اصطفى عَرشاً لمملكةٍ
أنسامُهُ فِتنةٌ من صفوةِ الفِكَرِ

لا يُستهانُ بمن أحيت مواقِدَنا
في ظَرْفِ أُمنِيَةٍ فاضت جنى الثَّمرِ

أو لَمسةٍ من يَدٍ قَضَّتْ مَضاجِعَنا
أَزكَتْ مفاتِنُها أُنشودةَ الخَدَرِ

بُركانُ قلبي و ما في قلبِهِ وَلَهٌ
نيرانُهُ أُشْعِلَتْ مِنْ أصغَرِ الشَّرَرِ

مِنْ رَفَّةٍ غِيلةً في سَهمِ بارِقَةٍ
في اللَّوحِ ذِكرٌ لها موصوفَةَ الخَطَرِ

يا عينُ إِنْ لاحَتِ الأَيَّامُ مُقبِلَةً
كُوني لها عونَها في السهلِ و الحُفَرِ

أيّانَما جاءَتِ الدُّنيا بِحَيْرتِها
كوني لها فِطنَةً في الزّهوِ و الكَدَرِ

إنْ جاءَ طَيرٌ لنا في جُنحِهِ عتبٌ
زاد الوئامُ له في وُجهَةِ النَّظَرِ

بعضُ العيونِ ترى عن غيرها زَلَفّ
عيني إذا لم تَرَي في دِقَّةٍ لا تَري

كَم مِنْ يَدٍ خِلْتُها دِرعاً لِخاصِرَتي
كانت لها شوكةً أقسى من الوزَرِ

كَم وردةً عِندما نالت محبَّتَنا
رَدَّت لنا ردَّها في صعقَةِ الخَبَرِ

مهما يكُن أمرُ مَنْ تَحظى بِِصُحبتِهِ
ميزانَهُ نَظرةٌ للطّبعِ و البَرَرِ

حَظّي بِمحبوبةٍ من طبعِ فِطرَتِها
بَسّامَةٌ دائِماً في البُؤسِ و البَطَرِ

سليم عبدالله بابللي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لو فضلت العمر كله / بقلم / أحمد البوهي

  لو فضلت العمر كله أحلم بيك ميكفنيش.... أصلي ياعيني من غير حلمي بيك مش هعيش.... طول أيامي دايبه فيك وياعيني على حظي معك متهنتش بيك.... وافت...