الاثنين، 5 يونيو 2023

الكبرياء رداء الله / بقلم / محمد بن الامير عبدالله

الكبرياء رداء الله

الكاتب

محمد بن الامير عبدالله

إذا خلا المرء من الإيمان سيهرع إلى قمة الجبل ليرى نفسه عاليا ولكنه في الوادي قد انحدر بعد خروجه من الرحمات الربانية .انحدر إلى الوادي السحيق من عرينه المصون بل تدحرج بحكم القانون الرباني يكبر في نفسه ويصغر في عيون الناظرين .لأنه يقارع في اعتلاء عرش الربوبية الذي هو منزلة الرحمن وذات الجلال حصرا وقد تنزه عن غيره من كل الخصوم . سبحانك ربنا .ليفعل ما فعل النمرود عندما قال للنبي ابراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ( أنا أحيي وأميت ... ) .والحادثة معروفة والتفاصيل في تفسير سورة البقرة الأية ٢٥٦ وما بعدها وفي كل التفاسير للقرءان الكريم ومنها تفسير ابن كثير رحمه الله . وكذلك تأله فرعون بقوله أنا ربكم الأعلى . وكذلك الحادثة معروفة . فهو في كل الأحوال بشر ممن خلق الله . فعندما يعطى مالا أو علما أو جاها أو وجاهة فحجمه مساويا لأقرانه . يكبر بأخلاقه الفاضلة ويصغر في تصرفاته السقيمة .كم سجل التاريخ من المتواضعين ؟ فهم حاضرون في عقول الأتقياء في صفاتهم الحميدة !!! . وكم غادر أناس صغار في كل شئ وجُعِلوا في الحضيض نتيجة لجحودهم لقدرة الله سبحانه واحاطوا أنفسهم الضعيفة بهالة فارغة من الكبرياء السقيمة والجبروت ( البالوني) بل الخاوية على نفسها أو الخالية من القول السليم والحجة البارعة ؟وبذلك فهم غير مأسوف عليهم بل رُكِنوا في رف السماجة والحقارة والكفر . فالكبرياء رداء الله سبحانه وتعالى فمن نازعه عليها أذله الله كما أذل النمرود بن كنعان الجبّار بالبعوضة أربعمائة سنة وهو يعالج بالحذاء بالضرب على ناصيته (أجلكم الله ) .ادعاء سقيم وخالي من الأخلاق الإيمانية قبل كل شيء واتصف بالوصف العدواني على ذات الجلال .من أركان الإيمان هو الإعتراف بالربوبة وقدسية الحضرة الربانية فهي مشيئة الله سبحانة إن رضا العبد أم أبى لابد وإن تهرع إليه كل المخلوفات في نهاية المطاف وربما لا تقبل توبتهم كما حصل لفرعون عندما حاصره الماء وأغرقه . أين الأمم التى نازعت ؟ أين الأقوام التي أبت أن تقر على نفسها بالوثوق للكبرياء الجلالية .هل لنا إلتفاتة إلى فرعون عند غرقه ماذا قال؟ وماذا قال له الله سبحانه على لسان جبريل عليه السلام ولكن بعد فوات الأوان ( كما يقال سبق السيف العذل ) .اللهم أجعلنا من المتواضعين لوجهك وكسب رضاك وودك ، مبتعدين عن الكبرياء التي هي رداءك ومن تقمصها فهو محارب لك .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة الزهور / بقلم / سعيدة لفكيري

  مدينة الزهور بهوائها الجميل ورائحة زهورها العطرة وطيبة ساكنتها ترحب بكل محبي الطبيعة وما أجمل الورود في بساتينها وحدائقها روعة تعيد للقلب...