سبيلُ الساعي
ولّى الشبابُ وما يروم سماعي
بل زاغَ عني دون أيِّ وداعِ
جسدٌ تناحلَ لا يقومُ لحاجةٍ
فلبئسَ جسمٌ صارَ غيرَ مطاعِ
انتصرَ المشيبُ ووزّعت آهاتُهُ
فبذاك أمسى كاملَ الأوجاعِ
رقصت على لحنِ الرمالِ عواصفٌ
واسترسلت بالهدمِ حتى القاعِ
صهلت جيادُ حقيقتي وتجاوزت
بالركضَ لحنَ توافدي ووداعي
فأجدُّ في وصفِ الحسانِ ولم أجد
سببًا بسيطًا كي تكفَّ يراعي
أحصي الجمالَ على البسيطةِ ريثما
يأتي فيطوي حسنهُنَّ الناعي
فسبرتُ بحرًا آدميًا غورُهُ
لمّا تطف فوقَ الأثامِ شراعي
قد صوّتت كلُّ الجوارحِ وانتهى
أن لا أعودَ لذاكَ بالإجماعِ
ركزَ الفؤادُ إلى الإلهِ فإنَّهُ
معطي الحياةَ ومصدرَ الإبداعِ
ولقد وعت كلُّ الجوارحِ خلقَهُ
أنعم بخلقٍ في الوجودِ الواعي
ورضيتُ من ربي الحياةَ فشكرُهُ
مسترسلٌ لمّا جرى إقناعي
في القلبِ زهرُ الياسمين ونرجسٍ
فالحمدُ فيه بنفحةِ النعناعِ
وهو الذي ملأَ الفؤادَ تفكُّرًا
من غيرُهُ يقوى على إشباعي
سعتِ الخلائقُ في سبيلِ كرامةٍ
إذ كان أكرمُها سبيلَ الساعي
للهِ أمرُ الكائناتِ وشأنُها
أبدى وأوضحَ ما يكونُ الداعي
إبليسُ لم يخلق فكيف نطيعُهُ
والدينُ في هذا فغيرُ مطاعِ
هذا ابنُ آدمَ لايرومُ فضيلةً
قابيلُ هذا سيِّءُ الأطباعِ
مالم نتب عن ذي الذنوبِ فحالُنا
سيكونُ في لهبٍ وسمِّ أفاعي
هب أنّنا بعدَ الحياةِ بمأمنٍ
أوليسَ أجدى للحياءِ نراعي
فجهادُ نفسِكَ مُلزمٌ كي تعتلي
لم يعتلِ إلا جهادُ شجاعِ
جرتِ الدموعُ فغسّلت كينونتي
ومحت من الدهرِ العتيدِ ضياعي
ولقد شُغلتُ فرائحٌ أو مغتدٍ
وأنا أجدُّ وما ملأتُ قصاعي
ولقد وجدتُ كثيرَهم في وسطِها
غرثى البطونِ بسغَّبٍ وجياعِ
وأنا أرمِّمُ ما تساقطَ من فمي
لكن عجزت فما شفيتُ صداعي
فأنا الملوعُ بسُبَّةٍ من شتمِها
فهنا الملوعُ بوسطها واللاعي
بدتِ الفراسخُ لا تبعِّدُ موقفًا
فكأنَّ أميالًا بدت كالباعِ
رمتِ الرياحُ ملامحي وتناثرت
وجرت يدُ الرحمن في إرجاعي
فاللهُ يرعانا فرادى أو معًا
فلَتطمئنَّ نفوسُنا للراعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق