شاطئ الدمع
في غربة الروح روحي مالها وطنا
على أليم جحيم الهم لي سكنا
و مرسلات شرود الفكر ذاهبة
من خاطر طرفه بالمقلتين رنا
أصارع الهم في شتى نوازله
من كل فج عميق حج بي كمنى
يطوف حول شعوري لا مناسكه
بي تنتهي أو له مني أراه غنى
فلا طواف وداع طاف طائفه
و لا يعانق عيني ليله وسنى
نفسي على اليأس تمسي في تقلبها
اليوم و الأمس لم تحظى بشطر هناء
و أحرف من وميض النور أكتبها
بها التفاؤل زيف بالسطور دنا
كباسم الثغر من قهر له رسمت
شفاته بسمة من شقوة و عناء
كم ضاحك قلبه لو زرت باطنه
رأيت فيه هموم الأرض و الشجنا
مهاجر في سنين القحط أزمنتي
جفت من الفرح ما أقساه من زمنا
بي يقذف الموج في قصف عواصفه
لا بر يدنو و لا مرسى و لا سفنا
تنام في مقلتي الأكدار من ولع
والصبح يصحو بلا مرأى به أمنا
مواجعي في قلوب الخلق لو قسمت
لما تبقى بدار السعد ذو سكنا
و صار ملح عجاج لا زلال بها
لا نهر أو نبع ماء للشراب بنا
من كل مدمع عين صار دافقه
يجري عجاج من الآلام و الحزنا
دار المواجع قلبي لا انفراج له
كأنما فيه حزن الكون مرتهنا
في كل ماضيه حال لم يسر به
و كل آتيه من مر الغصون جنى
للعشق أهوال قلب كم يكابدها
الصادق النبض من بالعشق ما جينا
عشقي تعدى حدود العشق في زمن
لا يعرف العشق إلا بالكلام هنا
لا جوه الشوق بالإحراق عايشه
و لا لمعنى الهوى قلب له فطنا
يا ليت قلبي ككل الناس عايشه
سطحي عشق به يأتي متى احتقنا
يسلي به الروح سلوى من تكدرها
و منه يمضي خلي دونما غبنى
سكنت في ليله ليل الأسى سهد
وعشت من مره في حنظل المدنا
و ذقت منه كئيب الوقت محترق
على لهيب اشتياق فيه بت أنا
فهل ترى مثل قلبي في قواحله
مضى على عطش في لهفة و ضنا
فلا به السر سعد نال صامته
و لا من السعد نيل نال بالعلنا
بقلم
أحمد الشرفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق