بقلمي/ سحر حسن
# زخات المطر #
قَطَراتُ الطَّلِّ تَساءلَتْ حِينَ ذَرَفَتْها عَينُ تِلكَ الغُيُومِ
كَمْ كُنْتُ فِي أحْضَانِ غَيْمَاتٍ كَانَتْ بِحَنَانِ الأُمِّ الرَّؤُومِ
أنْكَرَتْنِي وتَخَلَّتْ فَلَمْ تَعُدْ تَقْوَى عَلى حَمْلِ قَلْبِي المَظْلُومِ
حَمَلَتْ قَلْبِي الصَّغِيرَ غَضًّا زَمَنًا وَحَلَّقَتْ بِي بَيْنَ النُّجُومِ
وتَمْضِي الأَيَّامُ فَأنِسَ القَلْبُ بِقُرْبِهَا ثُمَّ تَاهَ قَلْبُ المَغْرُومِ
عَاتبْتُها كَيفَ أنْكَرتْنِي وذَرَفَتْنِي مِن عَيْنِهَا كَطَرِيدٍ مَذْمُومٍ
كُنتُ أهْجُرُ الأرْضَ لأُعَانِقَ ضَبَابَهَا فكَمْ فَرِحَتْ بِالقُدُومِ
كمْ ضَحِكْنَا بِغَيْرِ شِفَاهٍ ثُمَّ ضَحِكَتْ شِفَاهُنا بِقَلبٍ مَكْلُومٍ
جَمَعْتُ لهَا من الخَيْراتِ صُنُوفًا قَطَرَاتِ طَلٍّ بَاتَتْ كَهمُومٍ
زَخَّاتٌ مِنَ المَطَرِ تِلْوَ زَخَّاتٍ ثَقُلتْ عَلَيْهَا فَذَرَفَتْهَا بِوُجُومٍ
ذَرَفَتْنََا جَمِيعًا دُونَ نَدَمٍ وَ قَدْ كُنْتُ لهَا نَبْعَ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ
فَتَحَتْ ذِرَاعَيْهَا حِينَ هَجَرْتُ كُلَّ بَحْرٍ ثُمَّ تَخَلَّتْ دُونَ رُسُومٍ
كَانَ لَهَا قَلبٌ حَلَّقَ و بَاحَ بِالهَوَى ثُم تبَدَّلَ لِصَخْرٍ قَاسٍ كتُومٍ
أفْلَتتْ يَدَيْهَا فَتَسَاقَطَتْ زَخَّاتُ المَطَرِ تَرْوِي كُلَّ مَحْرُومٍ
تُحْيِي كُلَّ أَرْضٍ أَجْدَبَتْ تَرْوِي وهِيَ عَطْشَى تُرْوَى بِزَقُّومٍ
زَخَّاتٌ تَرْوِي ولا تُرْوَى فَمَا لهَا حَيَاةٌ بَاتَتْ كَجَمَادٍ مَحْطُومٍ
زَخَّاتٌ تُنْبِي بِخَيْرٍ تُحْيَي كُلَّ مَيِّتٍ فَيَفْرَحُ بِهَا كُلُّ مَحْرُومٍ
تَحْنُو عَلَى قَفْرِ الصَّحَارِي تَمْلأُ العُيُونَ تُطْفِئُ حَرَّ المَحْمُومٍ
يَفْرَحُ الكَوْنٌ بِهَا ولا تَنْسَى لَوْعَتَهَا فِي ذَلِك اليَوْمِ المَشْؤُومِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق