الاثنين، 10 فبراير 2025

أشتاق إلى ضمة أمى / بقلم / رحب كومى

 قصيدة لقلم الشاعر رحب كومى بتاريخ ٢٠٢٥/٢/٩ بعنوان

أشتاق إلى ضمة أمى
فى كل مساء
حين كانت ترفع يداها
المرتعشتين إلى السماء
تدعو لي بأن يحفظنى
ربى من كل كرب وابتلاء
أشتاق إلى أمى
حين كانت تقص لى
عن حكاياتها الريفية
كل ذات مساء
عن فطرة بكارة أنوثتها
عن أدبها الجم والحياء
قالت لي أنها لم تعرف
ملامح أبي إلا حين
فى ليلة عرسها رفع
عن وجهها الغطاء
أشتاق إلى أمي حين
كنت أعرج إليها من ملمة
أو من جنوح زوجتى من
تمرد الأبناء
كانت تقول لي يا ولدي
ما مر وسيمر بك فى
سابق علم الإله
فأصبر فإن صبرك من
صبر الأنبياء
هي الدنيا يا ولدي فيها
كبد لا راحة هي دار
شقاء
أشتاق إلى أمي حين كانت
تفتح لي ذراعيها وتمطرني
بقبلاتها حتى تبدو لي
خصل شعيراتها البيضاء
كانت تقول لي يا ولدي
أنت من دون أبناء
ستقسوا عليك الدنيا
لأن قلبك أغر تصدق
كل الاشياء
أشتاق إلى أمي حين
كنت أقبل قدميها
لقد أمضيت العمر بينهما
حتى يوم الفناء
في ليلة عرسي رأيتها
في الركن تنزوى دامعه
العين باسمة الثغر
قالت لي يا ولدي كبرت
وستتركني فلا تنسى
من كانت لك كسرة
خبز وماء
فلا تنسى من كانت تسهر
حين كنت تمرض
وتعطيك الدواء
اتذكر تعانقنا دون انتهاء
أشتاق إلى أمي
حين كانت تطرق الأبواب
لكي اتعلم حروف
ألف والباء
قالت أقرأ حتى صارت
القراءة تكوين لي واشتهاء
أشتاق إلى أمي
حين خط القدر لها الرحيل
حملت جسدها المسجي
الراقد في سلام
بكيتها كثيرا كثيرا
حين اجلس فوق قبرها
واقول لها لقد عرفت
من بعدك الحزن والبكاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من أنا / بقلم / أم شذى وليد السماوي

  من أنا طائر بلا جناح من أنا ورق شجر هبت عليه الرياح من أنا ميت قلّ عليه النواح من أنا صمت قلبٍ مذبوح من أنا أنين قلبٍ مجروح من أنا دمع عين...