الأحد، 12 يناير 2025

ولادة / بقلم / ليلى أحمد

 ولادة

كنت أظن أن الولادة هي ذلك اليوم الذي خرجت فيه إلى الدنيا بصرخة تشق سكون المكان والزمان تخترق الآفاق وتحدث ضجيجاً يسد الأنفاس
ويصدع الآذان لم تكن صرخة عادية صرخة امتد ألمها لعقود من الزمن تنخر في الصخر الأصم تتجاوز مدار الزمن
كانت ولادة عسيرة بقوانين الألم ليس الألم الذي سرعان ما يتلاشى لفترة من الزمن لكنه الألم الذي يسكنك ويتخذ منك
موطناً ولا يترك لك مجالاً أن ترفضه أو أن ينسلخ عنك
ألم ينتهي بك أحيانا أن تفقد الوعي وتدخل في غيبوبة أو أن يجبرك أن تعيشه بكل وعي وبكل تفاصيله حتى النهاية فصل من فصول الحياة يبتدأ بصرخة تطلقها أنت وبين صرخات يطلقها من حولك عندما تغادر الحياة وبين الصرختين وعلى إمتداد فترة من الزمن قدر لك أن تعيشها كيف تنسج تلك الحياة
وهل تملك أن تملأ تلك الصفحات البيضاء بملء إرادتك
وان تميز بصمتك من بين تلك البصمات التي ساهمت في تشكيل شخصيتك ربما كان لا بد أن نبحث عن طريقة من شأنها أن تسعفنا لفهم ذواتنا لأننا مخلوق يحتاج إلى معنى وفهم وإدراك وعليه يجب أن نحدد من نكون وكيف نكون أن نولد من جديد في كل لحظة سقوط ولا ننظر إلى الوراء حتى لا يتوالى السقوط
فحياتنا كلها مراحل لولادات تتوالى حتى تنضب الحياة
ليلى أحمد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يا رادعَ العدوانِ / بقلم / سمير موسى الغزالي

  يا رادعَ العدوانِ )كامل بقلمي : سمير موسى الغزالي . لمّا سَمَوْتُ عن الأذى بصفاتي نصبَ الوُشاةُ شِراكَهم لحياتي ياقاتلَ الآمالِ في بَتلاتِ...