الاثنين، 9 ديسمبر 2024

شُلَّتْ يَدُ المَوْتِ / بقلم / مصطفى الحاج حسين

شُلَّتْ يَدُ المَوْتِ

أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.
أَمْتَشِقُ صَرخَتِي بِوَجهِ المَوتِ
ماعُدْتُ أخافُ وحشيَّتَهُ
ولا أهابُهُ
سأقولُ كفاكَ
فنحنُ لانستحقُّ منكَ الاهتمامُ !!
بعتَ نفسكَ للشيطانِ
وتوغَّلتَ في بلادي
دونَ رحمةٍ
ولا شفقةٍ
أخذْتَ تَحصِدُ الأخضرَ واليابسَ
تجتاحُنا بلا هوادةٍ
تُضْرِمُ الدَّمارَ
توقدُ النَّزفَ
تذبحُنا بلا ذَنبٍ
تبرَّأَ اللهُ منكَ
لا ثأرَ لكَ عندَنا
فَلِمَ أنتَ بلا قلبٍ ؟!
بَكَتْ علينا القبورُ
اشمأزَّتْ الأرضُ
والسَّماءُ تقزَّزَتْ من رائحتِكَ
كُنْ مُنصِفاً
كُنْ عادلاً
اعملْ مَا أمرَكَ الله
لماذا هذا الكُرْهُ
يُطِلُّ مِنْ عَينيكَ ؟!
مَنْ سَلَّطَكَ على بلدِ السَّلامِ
نحنُ لا نحبُّ القتلَ
بل نحبُّ الحياةَ ونزرعُ الوردَ
نحبُّ الشِّعرَ ونغازلُ الضَّوءَ
أنتَ أفَّاكٌ مأجورٌ
تَسَرَّبْتَ إلى وداعتِنا
كانَتْ ذخيرةُ بنادقِنا النَّدى
وَكَانَتْ بلادُنا تُغَطَّى بالزَّيتونِ
مَنْ دَلَّكَ علينا لتأتيَ لاهثاً
وتغتالَ الأرواحَ بغتةً
وجملةً وأسراباً
نحن نكرهُكَ
فغَادرْ بلادَنا
بلا أيِّ قيدٍ أو شروطٍ
وسنرتِّبُ البلادَ من بعدِكَ
وَنُعَمِّرُ الضِّحكةَ
وسنزيِّنُ شوارعَنا بتلاميذِ المدارسِ
يا الله !!!
كم كانَ وجودُكَ قبيحاً
داخلَ أسوارِنا
شُلَّتْ يداكَ ياموتُ ماحييتَ
سنتصدَّى لكَ
ونحذِّرُ منكَ
ونعلِّمُ أطفالَنا
أن يُغلقوا بوجهِكَ الأبوابَ
دمُ السُّوريِّ حرامٌ وجريمةٌ
حرِّيَّةُ السُّوريّ مقدسةٌ
سنطاردُ شركاءَكَ يا موتُ
أنتَ ومن باعَنا وقهرَنا
أنتَ ومن يأتمرُ من الغُرَباءِ
أنتَ وَمَنْ جاءَ برفقتِكَ
أنتَ تعصي اللهَ والأنبياءَ
حينَ تغدرُ فينا
وترمي الفتنةَ بينَنا
أخرجْ من بلادِنا
مُطَأطِأ الرَّأسِ
ذليلاً
خجولاً
مَذْمُومَاً
فقد تعلَّمنا الدّرسَ:
لا مكانَ لغريبٍ بينَنا
وحدَهُ السُّوريُّ
سيبقى في سوريّة
والبقيَّةُ
البقيَّةُ الباقيةُ
سيكنسُهُمُ التَّاريخُ
إلى المزبلةِ *.
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يقولون كذباً / بقلم / محمد شايب

  يقولون كذباً أنا السبب لكل ما جرى لكم أيها العرب أنا من حطم الأخلاق والعلم وسرق النفط والذهب تعرفون لماذا تماديت و كشرت عن أنياب الغضب لأن...