العالم الأنثوي
الشاعر / رضا البوشى
بِلادُ العُرْبِ أَوْطَانِي
وكل العرب إخواني
قلوب القاصي والداني
وغزة في مهب الريح
تنادي كل أوطاني
وحكام تضع يدها
تعانق يد الجاني
أعاهدكم بني الإنسان
لن تسكت مآذِنُنا
ولن تموت أغصاني
سنكتب في دفاترنا
بأن العزة في غزة
. وغزة كل أوطاني
ما هذا العالم الأنثوي ؟
دمانا ملوثة
عروبتنا مؤنثة
إنا رضعنا من صدور أمهاتنا
ألبانا
مثل ضماىرنا الفاسدة
في صبيحة يوماً ما
شهر ما عام ما
دخل خيمتنا هذا الديب الملعون
وكان معه مقص
قص كل رجولتنا
وترك لنا العطر لنعشق أنوثتنا
تجولنا في ميادين النعومة
تحولنا إلي ثقوب
مرسومة فوق الكؤوس الفارغة
هذا الوطن العربي الكائن بين
رماد زائف وعناكب زائفة
هذا البريق العاجز
وتلك العروش الخائفة
أيها الجزار لا تستبيح عروبتي
أفنيت عمري ألهث كالمجنون
خلف ردائها
وأخرجت من شاتي العجفاء
مكافاة لمن يراها
أو يرشد عن ملامحها
وكم من سفيه قال أني رأيتها
وكم من حالم قال أني وجدتها
ولكن لن أبيع عروبتي
وإن قصوا شواربي
و سيقاني كلها
نحن القابعون فوق منابر الأحلام
نحن الساجدون العابدون
نحن من كتب التاريخ
من غير أقلام
هيئتنا ريش ناعم مثل الطاووس
لكن مشيتنا وعيشتنا مثل
الأصنام
كنا بالأمس فراعنة
نسوق الأيام يغير لجام
نحن من علمنا الدنيا
فنون الطب
وكتبنا قانون الأحلام
الأن من نحن الآن
قالوا عنا عملاء دخلاء
أفكارنا كبعوضة بلهاء
ما هذا العالم
الذي يقيم الدنيا ويجلسها
لأجل إمراة قد حبست قطة
أو كلب جاع في أحد الأيام
قد أفتى المفتي بأن
صوت الرجل عورة
وذاك الشنب وهذا الذقن
المرسوم على وجهة حرام
لقد حكم علينا القاضي
يالسحن أو بالعيش مثل الأقزام
لا تبكي حين يتهالك عجزك
وتلون أحلامك كالقهوة السادة
حين تاكل حشائش يأسك
ويكون بيتك صندوق زبالة
في هذا العالم الأنثوي
تحرق كل التائات إلا تاء التأنيث
ترسم نون النسوة فوق الشاشات
تتجمل كل الذبابات
وتسير مثل الأميرات
تنازل الديك عن رجولته
وطار مثل الفراشات
ما تهمتي أايها القاضي فالتهم كثيرة
تهمتي بأني عربي
مولود من رحم امرأة عربية
حر كالطير مثل الأحرار
عارا أن تنبني أحلاماً فوق الأمطار
قال حكيماً يوماً
أن الصمت مملوك صعلوك
في مملكة العار
إن البحر لنا والماء لنا
والسمك لا يسبح ضد التيار
أيها الرسام
فلترسم ديكاً بالألوان
وضع قارورة عطر فوق المنقار
عالم أنثوي دموي
لا يهوي لون الأزهار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق