سلسلة الإشارات النفسيه ...
( الأسف الشخصي )
الدكتور / حسام القاضي
ارشاد نفسي وتربوي.
( سقف التوقعات ) هو أهم الإختلالات النفسيه في تقدير طبيعة التعامل مع المواقف - أيا كان وصفها-، وخيبة الأمل الناتجة عن التوقعات لا تشكل صدمة نفسية فحسب، بل تشكل معيارا لسوء التقدير الشخصي في تشخيص المواقف ؟؟.
فوضع الثقة في شخوص لا يستحقونها، وحجب الثقة عن شخوص هم جديرو الثقة ويتمتعون بمواصفات HI class، هو خلل هرموني جلل، وغباش في العيون قد لا تسعفه النظارات الطبية، ولا حتى الفصاحه الشخصبه !!.
يشكل ( الأسف الشخصي ) واقعا مؤسفا جدا لحجم الإحباطات المتراكمة عن التعامل مع الأشخاص، كما أنه يمثل مؤشرا انحداريا خطيرا على سوء الثقة التي تولد رؤيا قاصرة في كيفية إدارة المواقف في الحياة العملية والحياتية على حد سواء !.
في قصة الكلب الذي كان يحرس ملاكا صغيرا وكان يسيل الدم من فمه ، فلما رآه والد الملاك قتله ظنا منه أن الكلب قتل ولده الصغير، ( أساء التقدير ) في حين أن الكلب كان قد قتل أفعى ليحمي ولده الصغير، حينها تأسف الرجل وندم ولكن هيهااات هيهااات، فقد خسر كلبا وفيا وخسر حماية لطفله أثناء غيابه !!.
تتجلى معضلة الحسابات الخاطئة التي تورث ندما وأسفا لا ينتهي مداااادهما، ومهما حاولت أن تصيب فلا بد لإحتساب احتمالية الأخطاء الواردة، ومهما أخطأت فلا بد أن هناك ما يمكن أن تصيب به، ولا ينبغي أن نركن للحالات النفسية السلبية نتيجة تجربة ما، فالتجارب منبع الخبرات، والسقوط طريق الإنتصاب، والحياة تجارب والمتغيرات متقلبه، فصديق اليوم قد تفقده بسبب تجربه، وعدو الأمس قد يشكل الحجر المنيع عنك في موقف ما غدا ؟؟.
( وآسفاه على يوسف ) صرخة زلزلت أعماق يعقوب عليه السلام الذي أخطأته التوقعات في معادن أبنائه إذ كادو لأخيهم بالهلاك، فقط ليحظو بمحبة أبيهم وقربه !! ...
( يا بني اركب معنا ) نداء الأبوة الحريص دوما على سلامة الأبناء، لكنها الرعونة التي تتعدد أشكالها دوما .. ( قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ) وخابت التوقعات وكان المصير المشئوم " وحال بينهما الموج فكان من المغرقين " !!.
ونحن على مشارف وداع عام واستقبال آخر :
( رجاءا ) لا تعقدو آمالا كبيرا على العام المقبل فنحن قد لا نستحق أفضل ما فيه !.
( الأسف الشخصي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق