كأس أثيم
راوية شعيبي
بقلمي
------------
حين يشطبون ليلهم من سمائنا
نظل نبحث في ثقوب عرينا
عن خلاص الذاكرة من ضوئهم المنسكب على وجوهنا ...
لنكون في غيابهم ...بكل شروخنا واثقين
نلعب دور شظايانا ...
ندخل حلبة صراعنا منفردين و ننفجر ...
نتقلد هزائمنا قوة لنكتب ذاكرة تحلق في سماء معدمة
حظ بائس يتعبد خطانا فنراه يخطف ظلالنا
صمت يتقطر حروفا
لا يدري الذين وجدوا صراخنا جاهزا
و التهموا كلماتنا على عجل
ثم شربوا سرنا
ليوريقوا الحبر على أوراق المتاهات ...
أننا صورة مقتولة الزمن ...
تلقفوا دموعنا مشروع قصيدة ناجحة
يصفق لها المعجبون و يسارعون لكشف صدورنا ...
فضيحة جرح ...
تزف الحمام
من دمنا المسفوك ...
شقوا جلودنا رأوها محروقة ...
من خطوط مغلقة
عندما انفلق الفرح ...
من سطور أجلت وميضها
و صبح تكاسل عن المجيء
من بوح لا يشبهنا حين يجور
و يتسلق صمتنا حين يثور ...
لنا عشب ذاكرة لا يكبر
يقطن الهوامش ليضاحكه الحزن
كتبنا قامتنا المنهكة
فتناولوها كأسا أثيما ...
ما داموا قد أبحروا و وجدوا وطنا بديلا
هنيئا لنا بشاطئ الذكريات ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق