مسح على رأس الحديقة
. ..
من هنا وهناك تتخفى شمس آخر الفصول ، تكابد جفافها قطط النسيان ، تهيج أقفال الصدأ على أسوارها الكامدة في جنوح الصمت البوار ، كانت قد تجهمت رياح الجنوب فأخلطت بطون الفصول الخائفة ، كما هي آثار حقل توارى بين أكوام خلفتها حركة العابرين ..
ومن كل جانب تتحد مسالك الرتابة ، أين هي منابت الأحاجي المعتمة بزجاج الشك ، وأين هي ألوان التماهي في سحيق الماضي المتصلب في شرايين الدوران ، أين عذوبة الصباح ؟؟
وسلال الحب التي اهترأت في جوف عتمات من غبار ، ،
الحديقة نائمة لن توقظها عواصف الموت ، وغطيط الكتب القديمة على مفازة من مغارة سحناتنا يقابلها شطط الفصول المسلوبة الألوان ، فلا شاعر يهز جذوع الحي في انتظار مطر يفصح عن شتاء يزحف جنوب الإرتداد ، في انتظار عرس يتصبب من عنفوان كرز الحلم ، في انتظار غابة بعيدة تحمل للحديقة نبأ التوهج ، في السراديب المكدسة من نهاراتنا يعيش الغصن الشاهق على تلال الرؤى ، شيخ يعض على يديه لا عصا تهش على غنم الأفكار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق