السبت، 12 أكتوبر 2024

فئران الأنابيب / بقلم / محمد حسام الدين دويدري

 تصريحات أحد فئران الأنابيب

محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1
" في عشق أحجار القصور
طويت حلمي جانباً
و نسيت دوري…
وهمست في أذن الفراشة
طالباً أن أمتطيها ظافراً
بين الزهورٍ
متسلّقاً جبل الخرائط
عابراً مرج الصقور
متقلّداً ريش الحمام
و في يدي اليسرى غروري
فأنا ابن جرحٍ قد توارى
عن شفاه الصابرين
مع ابتسامات السفير
مُذْ قال لي إني غدوت صديقه
فعلام أجلس في الزوايا
حاملاً قهر العصور..؟!
و علام أحتضن الثرى
و أنا الأمير ابن الأمير…؟!
أبتاع أفئدة العذارى شاطئاً
للذكريات و للحبور
و أُرجّع الألحان قرب المقلة الحيرى
لتمنحني سروري… ".
2
" إنّي أحبّ فراشتي
و أحبّ ربات الخدور
و أصبّ في كوبي رحيق الورد
و صفيّ الخمور
فأنا سليل الحانة الكبرى
المليئة بالنهود و بالخصور
ألقيت من جيبي تصاويري القديمة
و البطاقة…
و الأماني الخضر…
و جواز المرور
و جعلت مزرعة الجماجم
منجماً للمائسات
الباحثات عن المصير
الخارجات على الصراط
الهائمات بلا نصير…".
3
" عشرين عاصمة هدمت
لما يسمّى بالضمير
فحصدتُ أوسمة البراعة
في معاقرة الشرور
و طمست تاريخ التراحم والسماحة
و القصورِ
حطّمت أرقام البطولات العظيمة في النفير
فغدوت أشهر لاعبٍ
عبر الدهورِ .".
4
أطلق فراشتك المثيرة
و اكتشف كلّ الثغور
و اكسب كما تهوى الوحوش الضاريات
من الضحايا كاللهيب المستطير
وارحل إلى أقصى الكواكب
نم بأعماق الجحور
و اشرب دماء الخلق خمراً مسكراً
قرب الغدير
فغداً سيحجبك الثرى
والملتقى يوم النشور
............................
الثلاثاء، 18 أيار، 1999
من مجموعة: براعم الصمت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة العمر / بقلم / بسعيد محمد

  رحلة العمر ومجالس الفضلاء بقلم الأستاذ والأديب : بسعيد محمد يا شذى القلب ، يا رنيم السماء يا ضياء أكرم به من ضيا...