أصداء الهوية
بروفيسور زياد دبور
أيها المدّعي الغافي على وسادة الأوهام
منذ متى صرت خبيراً بتغيير جلدنا؟
بضاعة تباع وتشترى في سوق ادّعاءاتك؟
أيها المدّعي..
هل ظننت "الجام" ستطعم جوع ذاكرتنا؟
وأن "الأوليفز" ستروي عطش هويتنا؟
هل حسبت "البيكلز"
كفيلة بحفظ تاريخنا؟
أخبرني يا مدّعي التطور
هل خدعك مذاق "الفانيليا كرنشي"؟
فنسيت حلاوة القطايف
ورائحة البيوت في العيد؟
أيها المدّعي..
هل في ضجيج "الكوفي شوب"
سمعت همس جدودنا؟
وهل في بهرجة "البيبي شاور"
وجدت دفء حضن أمهاتنا؟
قل لي يا من تدّعي الرقي..
هل أصبح الطيب "نايس"؟
والقناعة "تشيب"؟
وهل صار الكادح "أنيمبلويد"
يتسول الكرامة في شوارع غربتك؟
أيها المدّعي..
كيف رضيت أن تبدل بيتك بـ"هوم"
خالٍ من رائحة الياسمين؟
وكيف قبلت أن تنادي ابنتك "جيرل"
وفتاك "جروم"
في أعراس بلا ليالٍ ملاح؟
هل صارت أخلاقنا "أولد فاشن" في قاموسك
يا عاشق "الأونلاين" والحياة الافتراضية؟
هل أصبحت "أوفلاين" عن أصلك
تبحث عن شخصيتك في "البروفايل"؟
لكن اسمع يا مدّعي..
في أعماق بحر ادعاءاتك المتلاطم
ما زال هناك صوت أصيل
يصرخ بلغة الآباء والأجداد
دعنا نعود كالنهر إلى أصلنا
نحمل عبق التاريخ في مجرانا
ونتدفق نحو المستقبل
دون أن ننسى نقاء المنبع
تعلم لغة العصر، لا بأس
لكن لا تجعلها سجناً لهويتك
اجعلها جسراً يصل ماضيك بحاضرك
لا سيفاً يقطع جذورك
كن كالشجرة أيها المدّعي
ثابتة في أرض الحقيقة
مرنة في مواجهة رياح التغيير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق