المطَلٌَقَة
زَوٌَجوها طِفلَةً كَسِلعَةٍ مِن بَيتِها تُنقَلُ
تَرَكَت ألعابَها في مَنزِلِ أهلِها وها هيَ تَرحَلُ
أساوِرُُ في المِعصَمِ تَلمَعُ والأكاليلُ من زَهرِهِ القُرُنفُلُ
زَفٌَةُُ نورها ساطِعُُ زُغرودَةُُ يلُُ مَديد يَحفَلُ
عَراضَةُُ شاميٌَةُُ ... دُفوفُها تُضرَبُ والسُيوفُ تَصهَلُ
والضُيوفُ أفواجها زُمَراََ بَل عَلٌَها جَحافِلُ
وكَأنٌَ الجَمعَ في غَزوَةٍ ( لِلمَغولِ ) إن هُمُ حَمَلوا
وعِندَما هَدَأ الضَجيجُ في الصالَةِ وخَفٌَتِ الأرجُلُ
وحانَ وَقتُ الوَداع غَصٌَةُُ والدموعُ منَ العُيونِ تَهطُلُ
وإحتِضانُ أُمٌِها أهلٌِها والصحاب وتَبرُقُ في دَمعِها المُقَلُ
ثُمٌَ غابَت فلا حِسٌُُ لَها وما لها خَبَرُ
بَيتُُ حَصين والجِدار من حَولِها وتُسدَلُ السَتائِرُ
رَجُلُُ لَيسَ من جيلِها هَل هو زَوجها ؟ !!!
أم عَلٌَهُ ذاكَ القَضاءُ أو رُبٌَما من بَعضِهِ القَدَرُ
غابَت عَنِ الغادَةِ أقمارها أحلامها
والفَتى في وهمِها ذاكَ الذي عَشِقَته ما زالَ يَنتَظِرُ
وأبتَدى في ذِهنِها الصِراع يَستَعِرُ
قَد شاقَها مَنزِلُ أهلِها شاقَها الحِوارُ واللَيلً و السَمَرُ
والفَتى العاشِقُ لَم يَزَل لِطَيفِها يَستَحضِرُ
وعلى فِراقِها في كُلٌِ ثانِيَةٍ يُقهَرُ
ألعابها سَريرها أدراجها خِزانَةُُ بالثِيابِ تَعمُرُ
كُتُبُُ عاشَت بِها قلامها طُموحها لا يَفتُرُ
ذاكَ الحَنان من أمٌِها أينَ إخوَتُها وتِلكُمُ الدَفاتِرُ ؟
يا وَيحَها أيٌَامها كُلٌَما تَذَكٌَرَت شَهَقَت والدَمعُ يَنهَمِرُ
صَمتُُ مُريب جَوٌُُ كَئيب
ذاكَ الحَبيب في حَيٌِها رُبٌَما من حَسرَةٍ لِنَفسِهِ يَنحَرُ
وزوجُها رَجُلُُ في السَماجَةِ يَرفُلُ
أحاطَها بالحَديد والغيرَةُ في طَبعِهِ ذاكَ الشَديد
أغلَقَ أبوابَهُ دونَها أحَداً من أهلِها أصحابِها لا يُريد
ضَيٌَقَ من حَولِها حِصارَهُ تَمَرٌَدَت قَمَعَ ثَورَتَها فلا مَزيد
يا لَهُ من فارِسٍ جائِرٍ وبَليد
هَرَبَت عادَت إلى أهلِها تَحمِلُ بالحضنِ طِفلَتَها
في الحالِ طَلٌَقَها فالغيرَةُ في طَبعِهِ تَقتُلُ
نارها بركانها لَهيبها لا يَخمُدُ
فالكُلٌُ ذو طَمَعِ في لَحمِها ولَيسَ مَن يُنجِدُ
يا وَيحَهُ مَصيرها في السَوادِ يَرقُدُ
هَل يا تُرى ( الغادَةُ ) في بُؤسِها تَصمُدُ ؟
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق