الأحد، 14 يوليو 2024

لمة عيلة / بقلم / نبيل عماري

 لمة عيلة وبيوت العز

نبيل عماري
ما في أجمل من أغنية فايزة أحمد بيت العز يا بيتنا على بابك عنبتنا يا خضرة وضليلة بترفرف ع العيلة كلمات والحان وصوت فايزة تعيدك إلى بيوت الماضي الجميلة بكل تفاصيلها من اليوك والوهد والصالون والنملية والطبلية ولمة عائلة لفطور صباحي وعبق رائحة خبز من طحين قمح بلدي وراديو كبير مغطى بشرشف أبيض ومفتوح الراديو على ما يطلبه المستعمون وبصوت هدى السادات وطلبات المستمعون وأغنية ع الله تعود ع الله ونجاة ع طرف جناحك يا حمام وعبد الحليم حافظ الحلوة الحلوة وفيروز سمرا يا أم عيون وساع وفريد الأطرش أتقل أتقل يا إلي بتئل وعبق رائحة تقلية بصل وزيت زيتون لصنع طبخة مجدرة من مطبخ متواضع وعلى مدخل تلك البيوت ياسمينة دمشقية بيضاء وتنكات زريعة مزروعة حبق ومنثور وخبيزة فرنجية وعطرة فعلاً حنيني الى الماضي، الى أيام الطفولة والمرح وتلفزيون الأبيض والأسود ابو الطقات فهذا جزء بسيط من زماننا الجميل لأن هذا الزمن ارتبط بأسرة وجيران وأناس وحارة جميلة وأصدقاء وحتى لكتب كنا نقراءها من مجلات الطفولة سمير وميكي ومجلة العربي وكتب الجيب وروايات لنجيب محفوظ والسباعي ويوسف ادريس وتوفيق الحكيم وروايات الأدب الروسي الجميلة لتولستوي ومكسيكم كوركي وتشيخوف وروايات الهلال وجرجي زيدان والمختار ناهيك عن الأمكنة التي عشنا بها ومررنا بها، فهي لن تعود، فالمكان مثل الزمان لا يعود أيضا، لأن الأمكنة تتغير وتتبدل، بدليل إذا عدنا الى مدننا ونحن صغار، فلن نجدها كما هي، فالزمن يغيرها ولكنها لا تعود نفس المكان الذي نحن إليه وهنا نسأل سؤال لماذا نحن للماضي ونتمى لو يعود بنا الزمن للوراء لأنه الحنين الى زمان وأيام وليالي زمان وألفة زمان ومحبة وصداقة زمان وجيران زمان، هو الذي يشدنا الى ان نتعلق بكل هذه الصفات الجميلة، نحن نفتقدها في زمننا الحالي لأننا نحب أن نعيشها كما عشناها منذاك الزمن. فالقلوب تهفو للماضي، ربما لبساطة الحياة التي كانت سمة لهذا الزمن الذي نصفه عادة بـ «الزمن الجميل» فما أحلى العودة لذكريات الطفولة، الى البراءة، الى العابنا البسيطة التي كنا نصنعها بأيدينا لتبقى معنا لا نفارقها ولا نكسرها ونشتري غيرها مثل اليوم فطائرات الورق كانت ترافق عطلتنا الصيفية وكذلك عمل السكوتر وسيارات الأسلاك والمقلاع وهوايات تجميع الطوابع وتجمع صور مسلسل حمام الهناء وصور مسلسل الفرجيني ولعبة الفارة والسبع حجار والحدرة بدرة وعمل سينما منزلية من شمعة وشاشة بيضاء وكرتونة والغير الكثير الكثير فألعابنا كانت جزءاً منا ومن تشكيلنا فنحن ابتكرناها وفقاً لبيئتنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يقولون كذباً / بقلم / محمد شايب

  يقولون كذباً أنا السبب لكل ما جرى لكم أيها العرب أنا من حطم الأخلاق والعلم وسرق النفط والذهب تعرفون لماذا تماديت و كشرت عن أنياب الغضب لأن...