الأحد، 28 أبريل 2024

العاصفة والخيانة / بقلم / عادل شبل

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة قصيرة بعنوان (العاصفة والخيانة)
كان أسامة رجل ٌ قد تجاوز الثمانية والخمسين عام ولديه ولدين وبنت
تزوجت البنت وما زال الولدان بالدراسة
كان دائماً يبدو في عينيه نظرة حزن وألم كأنه يحمل هموم الأخرين وجميع من حوله يتعجب!!
لماذا يبدو أسامة مهموماً وكأنه قد حمل علي كاهله جبلاً من الهموم
وحينما سأله صديقه مروان عن سبب لتلك الهموم فقال له أسامة
هل ستصدق روايتي إن حكيتُها لك
قال مروان له:ولما لا أصدقك؟ وأنا أعلم أن تلك الصفة (يقصد صفة الصدق )فيك
ثم هل هناك مبررات تجعلك تكذب في حين أنني لن أجبرك أن تحكي لي ما أردتَ أن ترويه لي
قال أسامة: ونظرات الحزن تنبثق من عينيه فاستطرد قائلاً:
كانت زوجتي من قرية تابعة لمركز آخر غير المركز الذي أقطن به وكنت موظفاً مرموقاً أتحري
الحلال حتي لا يدخل جوف أحد من أسرتي لقمة من حرام يسألني بها الله سبحانه وتعالى
أحببتُ زوجتي حبَّاً جَمَّا وكانت حياتنا علي وتيرة واحدة فيغمرنا الهدوء والراحة والرضا بما قسمه الله لنا وأراد الله أن يسعدنا
فتزوجت إبنتنا واسمها( مني-)- من شاب ذو أخلاق عالية ومن أسرة طيبة في إحدي القري المجاورة للقرية التي نقطن بها
وبعد زفاف ابنتنا بشهر تقريبا
استيقظتُ من نومي للتوجه إلي عملي ولكن رأيتُ ما أثارني وكدتُ أن أُصابَ بجلطة في المخ أو كاد قلبي أن يتوقف من هول وذهول المفاجأة فلقد وجدتُ زوجتي تجهز حقيبة ملابسها كاملة ولم تترك في غرفة نومها أو دولابها أي ملابس لها نهائياً وحتي أحذيتها وجواربها وكل ما يتعلق بها
فسألتُها بحكم فطرتي:
ما هذا الذي تفعلينه؟
أجابتني بكل برود : ما تراه أمامك أُحزِّم أمتعتي لأنني ذاهبة إلي بيت أهلي ولم تنطق بعدها بحرف واحد إلا أن دموعها تنهمر في صمتٍ رهيب
حاولتُ مراراً أن أفهم أو أستوعب ما تفعله زوحتي ولكن دون جدوي
غادرت زوجتي المنزل وذهبت بالفعل إلي بيت أخوتها حيث توفي والديها منذ عدة سنوات
وإذا بشقيقها الأكبر بعد ثلاثة أيام اتصل بي هاتفياً قائلاً:
ارجوك طلق أختي ومثلما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف ولن تحتاج أختي -مروة - منك أكثر مما أخذته من حقيبة أمتعتها٠
ساعتها أُصبتُ حينئذٍ بذهول وتلجم لساني من وقع الصدمة التي تلقيتُها في تلك المكالمة الهاتفية وكأنني ربطت علي لساني بحجر ثقيل
فقدتُ النطق لأيام لا تقل عن شهرين
وأرسلتُ أحد أقاربي إلي بيت شقيقها للوصول إلي أسباب رحيل زوجته مروة التي لم يسُبٍّْها أو يجرحها أو يسُبّْ أحد أفراد أسرتها يوماً ما
بل كان رقيق معها ولم تزعل منه طوال ثمانية وعشرون عاماً
كان يشملها بحبه وحنانه ومودته ولم يحرمها من شيء
وهو الذي يحترمها أمام الكبير والصغير بل أن جعلها بين عشيرته وجيرانه لها شأن وقدر ونالت احترام الجميع
ذهب ذلك الرجل وتقابل مع شقيقها الأكبر ليعرف سبباً واحداً لهذا التغيير والتحول وطلب الطلاق دون أسباب
فما كان من شقيقها الأكبر أن واجه شقيقته مروة وجها لوجه مع ذلك الرجل الذي ظن أنه سيعود بها الي بيت زوجها٠
تقابلت الزوجة مروة والتي لم تنكر فضل زوجها واحترامه الشديد لها وقد نالت حبه وتقديره منه ومن الجميع إلا أنها كانت أكثر صراحة حينما قالت أن قلبها مع رجل آخر غير زوجها أسامة
نعم إنه محمود حبها الأول والتي كانت تعشقه قبل زواجها
وحالت الخلافات بين والدها وأسرة محمود لتمنع زواجهما وأنها ما زالت تعشقه رغم مرور تلك السنوات وكان ضميرها يعذبها أيما عذاب حينما تجد استمرار عشقها لمحبوبها الأول فكان ذلك بمثابة خيانة وغدر منها لزوجها أسامة الذي كان يغدق عليها بكل ما يملك من المال والحب والاحترام
فآثرت ألا يستمر هذا الخداع وتلك الخيانة لزوجها من قلبها الذي ما زال يتعلق بعشيقها
محمود وبدون أي ذنب لزوجها أسامة ولن تستوعب أن يكون رد الجميل لزوجها أسامه الاستمرار في خداعه وخيانته
نعم إنها لم تخنه بارتكاب أي فاحشة ولكن هي لم تستطع التحكم في قلبها العاشق الولهان مما تسبب في عجزها المفرط في نسيان ذلك الحبيب
تفاجأ الحاج مجاهد من صراحة مروة ووقف مذهولاً حينما تأكد أن مروة اتخذت قرار الانفصال بالفعل من زوجها المخدوع أسامة
عاد الحاج مجاهد إلي قريته وهو يجر أذيال الهزيمة والعار منكسراً ومنكس رأسه حائراً
كيف سيبلغ تلك الرسالة للمخدوع أسامة بعد أن فشلت جميع بدائل العودة لأولادها التي ضحت بهم ولم تضحِ بحبها وقلبها
إلا أن الحاج مجاهد أخذ معه شقيق أسامة (واسمه الحاج راشد )وروي له تفاصيل الحكاية
واتخذا سوياً قرارهما الصائب بضرورة مواجهة أسامة بتفاصيل ما حدث٠
بعد أن سمع أسامة تلك الضربات الصاروخية من حديث زوجته مروة ووقتها عرف إجابة سؤاله لها طوال مدة عشرته معها (لماذا مروة دائماً شاردة الدهن ؟
وقع أسامة مغشياً عليه وكاد أن يفارق الحياة في الحال بعد أن تعلق بصره للسماء مناجياً ربه ألا يسامح تلك الزوجة الخائنة
مات أسامة معنوياً وأسرياً واجتماعياً وانتشرت قصته بين أهالي قريته وأقاربه بل والقري المجاورة
وقد كان ضحية زوجة خائنة- أنانية ضَحتْ بأولادها وزوجها وسنوات عمرها من أجل نزوة وخداع من أجل عشيقها محمود الذي قد تزوجها فيما بعد علي زوجته وتناست أولادها وعاشت بدون تأنيب لضميرها الذي خدع زوجها أسامة أكثر من ثمانية وعشرون عاماً وتسببت في موته معنوياً واجتماعياً ونفسياً وتشردت أسرته وانكسر أسامة و أولاده وكذلك ابنته (مني )التي أصبحت في نظر أهل زوجها ابنة امرأة خائنة
................................
وبعد سرد هذا القصة يرجي من السادة القراء الأعزاء التكرم (فضلاً وليس أمراً )بالإدلاء بآرائهم فيما اذا كانت الزوجة (مروة) علي حق أم ماذا كان منها أن تتصرف تصرفاً آخر غير الذي فعلته
(نحن في انتظار آراء حضراتكم )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلمي /الشاعر والأديب/عادل شبل
جمهورية مصر العربية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أذكريني / بقلم / رجب كومى

  قصيدة بقلم الشاعر رجب كومى بتاريخ 2825/1/27 بعنوان أذكريني حبيبتي مابيننا صار عشقا اياك أن تخمد مشاعرك فليس هوانا عشق تائها او ملمح محياكي...