السبت، 20 أبريل 2024

مُعَلَّقَةُ الصِّرَاطِ / بقلم / مُحَمَّد خَلِيْل الْمَيَّاحِي

 مُعَلَّقَةُ الْمَيَّاحِ عَلَى فَضَاءِ الصِّراطِ

وَالْإِيْمَانِ وَالِٱرْتِيَاحِ
( مُعَلَّقَةُ الصِّرَاطِ )
شِعْرٌ عَمُوْدِيٌّ مَنْظُوْمٌ عَلَى الْبَحْرِ الْبَسِيْطِ
مِنْ نَظْمِي /
د . مُحَمَّدٌ خَلِيْلُ الْمَيَّاحِي / الْعِرَاقُ
Dr _ Mohammed Khaleel AL _ Mayyahi / Iraq
فَيْلَسُوفٌ بَاحِثٌ شَّاعِرٌ أَدِيْبٌ
سَّفِيْرٌعَالَمِيٌّ لِلثَّقَافَةِ وَالْعِلْمِ وَالسَّلَامِ
عُضُو الِٱتِّحَادِ الْعَامِّ لِلْأُدَبَاءِ وَالْكُتَّابِ فِي الْعِرَاقِ
رَمَضَانُ 1445 هِجْرِيَّة / نِيْسَانُ 2024 مِيْلَادِيَّة
تَنْوِيْهٌ : لَقَدْ أَدْخَلْتُ فِي الْمُعَلَّقَةِ بَعْضًا مِن مَفَاهِيْمِ وَآرَائِي
الْفَلْسَفِيَّةِ الْخَاصَّةِ بِقِسْمٍ مِنْ تَكْوِيْنِ وَتَفَاعُلِ
الْوُجُوْدِ وَالْحَيَاةِ لِتَكُوْنَ فَخْمَةً عَمِيْقَة ثَقِيْلَةً وَازِنَةً
عَالِيَةً مُنْسَجِمَةً مَعَ قِيْمَةِ وَثُقْلِ عُنْوَانِهَاوَمَضْمُوْنِهَا
وَتُحَقِّقَ غَايَتَهَا

كَوْنُ الْوُجُوْدِ صِراطُ الْخَلْقِ وَالْأَثَرِِ
أَعْظِمْ بِهِ سَعَةً فِي الْحَجْمِ وَالطُّرَرِ

الْمُحْكَمُ الْأَعْظَمُ الْبَاقِي بِلَا أَمَدٍ
فِي ذَاتِهِ قَائِمًا مِنْ مُوْجِدِ الْقَدَرِ

عَنْ كُلِّ مَا يَحْتَوِي الطَّاقَاتُ تَحْمِلُهُ
عَنْ بَعْضِهِ الْبَعْضِ جَذْبًا دَامَ بِالدِّيَرِ

وَاللهُ مِنْ فَوْقِهِ فِي وَقٔعِ حَاضِرِهِ
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ آنِيًّا لِمُزْدَهِرِ

وَالشَّيْءُ مِنْ ضِمْنِهِ الرَّحْمٰنُ تَمَّمَهُ
فِي آدَمَ الْمُجْتَبَى الْمِرْآةِ لِلْكِبَرِ

إِبْلِيْسُ وَهَّمَهُ عَنْ رَفْعِ حَالَتِهِ
بِالْخُلْدِ فِي أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فَلْيَثُرِ

وَالشَّأْنُ عَنْ خَرْقِهِ الْإِبْعَادُ مُنْحَدِرًا
نَحْوَ الْبَلَاءِ وَقَهْرِ الْمَوْتِ لِلضَّجِرِ

فَرْضًا مِنَ التَّوْبَةِ ٱسْتِدْرَاكَ رَحْمَتِهِ
أَعْطَاهُ مُهْلَتَهُ لِلْخُلْدِ بِالْعُمُرِ

فَالْحُكْمُ لِلسَّعْيِ عَنْ حَالٍ يُسَيِّرُهُ
فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ تَخْيِيْرًا لِمُنْغَمِرِ

عَنْ أَصْلِ مَا ٱسْتَوْجَبَ الشَّرْطُ ٱسْتِقَامَتَهُ
إِذْ زُجَّ مُكْتَرِثًا فِي الْقَهْرِ وَلْيَفُرِ

مِنْ فَوْقِهِ الْحِكْمَةُ الْحُدْثَى تُبَادِلُهُ
بِِغَيْبِهَا نَازِلًا بِاللُّطْفِ وَالْكَدَرِ

يَا مَسْلَكًا لِلدُّنَا بِالْخُلْدِ قَيَّدَنَا
لِلْحَقِّ يَصْدُقُنَا فَوْزًا لِمُنْكَدِرِ

فَالْخَيْرُ غَايَتُهُ وَالْعَدْلُ سُلْطَتُهُ
وَالْعَفْوُ يَضْمَنُهُ عَنْ تَوْبَ مُغْتَفِرِ

وَوَقْفَةُ الْمُنْتَهْى الْمِيْزَانُ يَفْرُقُهَا
لِلْخُلْدِ جَنَّتِهِ أَوْ خُلْدِ مُسْتَعِرِ

هَلْ سُمِّيَ النُّوْرُ خَيْرًا فِي مُنَوَّرِهِ
أَمْ سُمِّيَ الْعَتْمُ شَرًّا حَوْمَةَ الْشَّرَرِ

كَلَّا وَلٰكِنْ هُمَا فِي النَّفْسِ يَخْتَلِطَا
عَنْ حَقِّ رَتْقِهِمَا مِنْ فَتْقِ مُنْفَجِرِ

لِلْخَيْرِ أَسْعَى كَحُرٍّ عَادِلٍ قُدُمًا
بِالْعِزِّ وَالْعَدْلِ يُسْنِي جَهْوَرَ الْفَخَرِ

إِلَّا الْأَمَانِيُّ ذُلًّا مَا أُلَازِمُهَا
تَسْمُو الْحَيَاةُ بِعِزِّ الْمَاجِدِ الْجُسِرِ

أَصْدَتْ عَلَيَّ أُنَادِيْهَا فَثَوَّرَهَا
صِدْقُ الْخُلُوْدِ عَلَى الْإِفْنَاءِ والْفَتَرِ

شَقَّتْ طَرِيْقِي وَكَانَ التِّيْهُ يَبْهَرُنِي
فَسَيَّرَتْنِي مَعَ الْأَعْبَاءِ كَالْقُطُرِ

حَتَّى نَدَا لِلرُّؤَى وَالنَّفْسُ مَا ٱحْتَمَلَتْ
بِالْغَيْبِ يُقْدِمُنِي فِي الْقَهْقَرِي الْعَسِرِ

إِذْمَا أَقِفْ أَبْتَدِ الْآيَاتُ تَنْسِجُنِي
أَطْوِي الْعَنَاءَ وَقَهْرَ الْحَالِ وَالْخَوَرِ

دَارَتْ ضِيَاءً وَكُفْرُ الشَّكِّ يُبْطِلُهُ
حَالُ الْوَرَى وَالرَّدَى وَالْخَلْقِ وَالسَّفَرِ

فَٱصْبِرْ عَلَى الْعُمْرِ إِنَّ الْخُلْدَ يَخْلُفُهُ
وَالْحَقَّ قَدَّمَهُ سَعْيًا لِمُنْبَتِرِ

وَٱعَلَمْ بِأَنَّ الدُّنَا نَارٌ مَخَفَّفَةٌ
وَالْحَرْقَ تَقْدَحُنَا لِلْعَيْشِ وَالتَّبَرِ

كَأَنَّ نَفْسِي وَقَدْ صَارَتْ تُكَابِدُهَا
لَهَا سُطُوْعٌ كَعِطْرِ الرَّوْضِ فِي السَّحَرِ

بَلْ فِي الدَّوَاهِي وَيَأْسُ الضِّيْقِ يَحْبِسُهَا
أَفْضَتْ شُرُوْقًا وَمَدَّتْ بِالْهُدَى يُسُرِي

حَقًّا تَيَقَّنْتُ بِالتَّوْحِيْدِ وَاحِدَهُ
لَا قَبْلَهُ أَزَلٌ لَا غَيْبُ مُبْتَكِرِ

فَٱسْطَعْتُ مِنْ عَزْمِ إِيْمَانِي أَلُوْذُ بِهِ
مِنْ شِقْوَتِي وَالْوَنَى صَبْرَ الْهُدَى الْحَذِرِ

حِيْنًا أَرَى الْحَالَ مَقْلُوْبًـا لِذِي أُسُسٍ
بِالرَّغْمِ مِنْ حِرْصِهِ لَمْ يَجْرِ لِلْحَكِرِ

وَغَالِبًا تَتْبَعُ الْأَقْدَارُ وَاقِعَنَا
بَلْ لَا قِيَاسَ لَنَا فِي الْحُكْمِ وَالنَّظَرِ

فَأَنْطَوِي أَحْزُرُ الْآزَالَ مُنْفَلِتًا
وَقَبْلَهَا مَا جَرَى وَالْأَصْلَ فِي النَّشَرِ

كَيْ أَرْبِطَ الْحُجَّةَ الْمَرْهُوْنَ أَعْقَلُهَا
بِعِلَّتِي وَالْحِجَا فِي كَوْكَبِ الْبَشَرِ

مَا حَوْلَهُ سَقْفُهُ مَفْتُوْحُ أَوَّلِهِ
مَمْدُوْدُ آخِرِهِ فِي فَيْضِ مُنْسَجِرِ

هَوْلًا عَلَى هَائِلٍ مَشْحُوْنُ أَنْجُمِهِ
فَالسَّبْعُ قَدْ نُصِّبَتْ فَيْضًا بِلَا جُدُرِ

كَيْفَ أَرَى قِمَّتِي وَالْعَقْلُ ذُرْوَتُهَا
هَلْ أَنْ أُجَنَّ بِهِ كَلَّا وَلَمْ أَجُرِ

إِنَّي فَلَنْ أَكْفُرَ الْأَسْبَابَ تُلْهِمُنِي
كَشْفَ التَّيَقُّنِ بِالتَّحْقِيْقِ وَالْفِكَرِ

لِأَمْحُوَ الْبَاطِلَ ٱسْتِيْقَانَ حَيِّ هُدًى
كَوْنِي أَنَا الْمُعْتَنَى بِالْعَقْلِ لِي خَطَرِي

وَأَغْلِبَ الْخَيْسَرَى وَالْهَدْرَ عَنْ سَدَدٍ
إِذَنْ أَنَا الْخَارِقُ الْمَخْرُوْقُ بِالسِّرَرِ

بِالرَّغْمِ مِنْ أَرْضِنَا السُّفْلَى مُقَيَّّدَةً
تَعْلُوْ قَوَاذِفُنَا بٓالشَّكِ وَالْذَّعَرِ

لٰكِنْ تَنَاوُلُهَا لِلْنُّوْرِ سَيَّرَهَا
بُعْدًا فَقَيَّدَهَا الْإِعْجَازُ لَمْ تَسِرِ

أُخْرَى نُسَيِّبُهَا فِي الْوَهْمِ مُهْمَلَةً
بَيْنَ تَلَاطُمِهَا فِي حِجْرِ مُبْتَدِرِ

كُلٌّ يَصُبُّ لَنَا حُكْمًا مُؤَكَّدُهُ
إِنَّ ٱرْتِدَادَاتِهَا دَلَّتْ عَلَى الْخَبَرِ

إِذْ مَا تُخَمِّدُهُ فِيْنَا مَحَارِقَنَا
بَلْ مَا تُرَسِّخُهُ الْإِيْمَانَ لِلدَّجِرِ

يَرْسُو يَقِيْنِي بِمَا فِي الشَّكِّ فَسَّرَهُ
فَرْقُ الْحَقِيْقَةِ بَيْنَ الْحَيِّ وَالْحَجَرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْهَوَى وَالْحُبِّ شَاحِنِهِ
كَالرِّيْحِ مَا حُمِّلَتْ بِالْغَيْمِ كَالزُّبَرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْفَنَا وَالْخُلْدِ جَاعِلِهِ
كَالْغَيْبِ بَعْدَ الرَّدَى وَالنَّوْمِ فِي الصُّوَرِ

وَبَيْنَ ضَوْءِ السَّنَا وَالنُّوْرِ خَافِتِهِ
كَالْغَيْمِ يَنْسِجُهُ التَّسْخِيْنُ بِالْخَصَرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ النَّدَى وَالثَّلْجِ جَامِدِهِ
كَالشَّوْقِ حِيْنَ الصِّبَا وَالْحِسِّ بِالْخَوَر

وَبَيْنَ فِعْلِ الْقُوَى وَالضَّعْفِ فَاقِدِهِ
كَالْأَخْذِ عِنْدَ الْغِنَى وَالْفَقْدِ لِلْخَسِرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الثَّرَى وَالتُّرْبِ يَابِسِهِ
كَالنَّبْتِ أَخْضَرُهُ مِنْ يَابِسِ الثَّمَرِ

وَبَيْنَ لَوْنِ السَّمَا وَالْمَاءِ مُشْبِهِهِ
كَالشَّوْفِ فِي نَفْسِنَا وَالشَّمِّ لِلذَّفَرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْهَوَا وَالرِّيْحِ ظَاهِرِهِ
كَالنَّفْسِ حِيْنَ الْكَرَى وَالنَّفْسِ فِي الضَّجَرِ

وَبَيْنَ ثِقْلِ الضَّنَى وَالصَّحْوِ رَافِعِهِ
كَالسَّعْيِ شَاغِلِنَا وَالْغَيْبِ لَمْ يَصِرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الرِّضَا وَالسُّخْطِ سَالِبِهِ
كَالْوَجْدِ شَائِقِنَا وَالطَّيْشِ فِي الْحَسَرِ

وَبَيْنَ فَخْرِ الْعُلَا وَالذُّلِّ تَابِعِهِ
كَالْقَدْرِ فَوْقَ الْبُنَى وَالْهَدْمِ بِالْمَذَرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ السُّدَى وَالْمُعْتَنَى رَهَقًا
كَالْفَقْدِ إِثْرَ الْوَنَى مِنْ حَوْزِ مُفْتَقِرِ

وَبَيْنَ سِتْرِ الذَّرَا وَالْخَوْفِ سَاتِرِهِ
كَالسِّلْمِ عِنْدَ الرِّضَا وَالرَّوْعِ لَمْ يَدُرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ اللَّظَى وَالْمَاءِ مُطْفِئِهَا
كَالْكُفْرِ مَيْأَسِنَا وَالرُّشْدِ بِالسُّوَرِ

وَبَيْنَ خَيْرِ الْبُنَى وَالشَّرِّ هَادِمِهِ
كَالْعَدْلِ بَنَّائِنَا وَالظُّلْمِِ لَمْ يَخِرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الصَّدَى وَالصَّوْتِ شَاخِصِهِ
كَالْوَعْيِ فِي نَوْمِنَا عَنْ نَفْسِ مُنْشَطِرِ

وَبَيْنَ نَبْضِ النُّهَى وَالْقَلْبِ نَابِضِهَا
كَالنَّفْسِ رَاغِبَةً فِي الْجِسْمِ بِالْوَتَرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْخَنَا وَالطُّهْرِ فَارِزِهِ
كَالْقُبْحِ إِثْرَ الْقِلَى وَالْحُسْنِ لَمْ يَضُرِ

وَبَيْنَ طِيْبِ الشَّذَا وَالنَّتْنِ مُفْسِدِهِ
كَالْحَقِّ أَحْلَى الْكُسَا وَالْبَاطِلِ الْقَذِرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الذُّرَا وَالسُّفْلِ مُسْنِدِهَا
كَالْعِلْمِ نَبْدَؤُهُ بِالْحَرْفِ وَالصِّغَرِ

وَبَيْنَ وَجْهِ الضُّحَا وَالظُّهْرِ صَاعِدِهِ
كَالْعَصْرِ حَادِرِهِ وَاللَّيْلِ فَالنُّهُرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الطَّوَى وَالشِّبْعِ مُسْكِتِهِ
كَالْحُبِّ فِي شَبَقٍ وَالْوُدِّ فِي الْخَدَرِ

وَبَيْنَ يَبْسِ الْحَشَا وَالرَّشْفِ نَاقِعِهِ
كَالْهَدْرِ خَسْرِ الذَّرَا وَالْنَّيْلِ مُلْكِ ثَرِي

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْوَحَا وَالْبُطْءِ سَابِقِهَا
كَالْعَامِ سَاعَتِنَا وَالدَّهْرِ لَمْ نَزُرِ

وَبَيْنَ نَارِ الْأَسَا وَالْحُبِّ مُخْمِدِهَا
كَالْبُخْلِ جُبْنِ الْهَوَى وَالْجُوْدِ فِي الْعُسُرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ السَّخَا وَاللُّؤْمِ خَاسِرِهِ
كَالْفَضْلِ نَصْرِ إِلًى وَالْجَحْدِ بِالسَّخَرِ

وَبَيْنَ يُمْنِ الْحَيَا وَالْفَقْرِ عَنْ قَحَطٍ
كَاللُّطْفِ رَحْمَتِنَا وَالْغِلِّ لِلنَّغِرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْإِبَا وَالْخُبْثِ مَانِعِهِ
كَالْعَفْوِ أَزْكَى النَّدَى وَالثَّأْرِ لِلْغُدَرِ

وَبَيْنَ بُؤْسِ الشَّقَا وَالنَّفْسِ فِي رَغَدٍ
كَالْخَوْفِ يَقْسُو رَدًى وَالْأَمْنِ لِلْبَطِرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الدَّدَا وَالْجِدِّ لَاعِبِهِ
كَالْعِتْقِ سَقْفِ الذَّرَا وَالْقَيْدِ لَمْ يَعِرِ

وَبَيْنَ عَتْمِ الْعَمَى وَالرَّأْيِ نُوْرِ نُهًى
كَالْوَقْرِ فِي بَكَمٍ وَالسَّمْعِ مِنْ سُتُرِ

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الدُّمَى وَالْحِسِّ مُنْشِئِنَا
كَالرَّأْسِ عِنْدَ الرَّدَى وَالْهَامِ لَمْ يَهُرِ

وَبَيْنَ ثِقْلِ السَّمَا وَالْجَذْبِ حَامِلِهِ
كَالطَّوْقِ حَوْلَ السَّمَا عَنْ مُمْسِكِ الْأُطُرِ

هٰذا الْقَلِيْلُ مِنَ التَّدْلِيْلِ نَذْكُرُهُ
مِنْ بَيِّنَاتِ الرُّؤَى هَدْيًا لِمُعْتَكِرِ

مِنْ حِسِّنَا وَالْحِجَا ٱسْتَوْفَى تَيَقُّنُنَا
نُوْرَ الْهُدَى أَنْ نَرَى اللهَ بِلَا بَصَرِ

أَغْوَتْ عَزَازِيْلَ بِالتَّعْظِيْمِ عِتْوَتُهُ
فَٱخْتَارَ سَفْلَتَهُ عَنْ كِبْرِ مُحْتَقِرِ

فَأَبْلَسَ الْبَائِسُ الْمَطْرُوْدُ غَيَّ قِلًى
إِذْ صَارَ إِبْلِيْسَ فِي الْمَحْفُوْفَةِ النُّذُرِ

آلَى لِأَنْ يَقْعُدَ ٱسْتِعْلَاءَ نِقْمَتِهِ
كُلَّ الْمَرَاصِدِ لِلْإِنْسَانِ لَمْ يَذَرِ

كَأَنَّهُ مُنْزَلٌ عَنْ خُلْدِ أَنْفُسِنَا
لِلْخَيْرِ يُضْعِفُهُ بِالشَّرِّ شَرَّ جَرِي

فَالْحُسْنُ يُفْسِدُهُ وَالْحَقُّ يُنْكِرُهُ
بِالْقُبْحِ سُوْءِ الْخَنَا وَالْبَاطِلِ النَّكِرِ

مُوَكَّلٌ إِنَّمَا التَّوْكِيْلُ أَطْلَقَهُ
عَنْ نَفْسِهِ عَاجِزًا بَلْ مِنْ دُجَى الْوَحَرِ

أَيْ ذَا تَوَكُّلُهُ فِيْمَا إِرَادَتُنَا
تَخْتَارُ مَا تَقْتَضِي الْأَحوَالُ لِلْوَطَر

لَيْسَ لِسُلْطَانِهِ الْأَحْكَامُ نَافِذَةً
فَضْلًا لِسُلْطَانِنَا الْأَقْوَى لِمُنْشَمِرِ

فَنَحْنُ أَقْوَى مِنَ الإِذْعَانِ لَبْسَ وَنًى
إِنَّا لَأَدْرَى مِنَ التَّدْلِيْسِ بِالْخِبَر

فِيْنَا لَأَوْعَى مِنَ التَّغْرِيْرِ يَفْتِنُنَا
مِنَّا لَأَوْلَى مَعَ التَّنْوِيْرِ بِالظَّفَرِ

سُحْقًا لَهُ عَالِقًا عِنْدَ ٱسْتِحَالَتِهِ
بِئْسَ الْيَؤُوسُ وَمَا لِلْكُفْرِ مِنْ غُرَرِ

إِنَّ دَوَافِعَهُ الْفَتَّانُ خَارِجَةٌ
بَعْدَ ٱخْتِيَارِ الدُّنَا عَنْ صَفْحِ مُغْتَفِرِ

خِلَافَ حَقِّ الْهُدَى الْأَوْقَى لَوَازِمُهُ
عِنْدَ ٱلْتِزَامِ التُّقَى وَالْهَدْيِ للْبَصِرِ

فَالْحَقُّ قَيَّدَهُ فِي الْمَسْخِ يَحْجُبُهُ
عَنْ نَاظِرِ الْإِنْسِ تَعْزِيْزًا لِذِي الْعَفَرِ

أَيْ أَنَّهُ فَاقِدٌ إِظْهَارَ صُوْرَتِهِ
بَلْ لَا يُرَى مَثَلًا كَالظِّلِّ وَالْقَتَرِ

أَيْنَ شَوَاهِدُهُ بَيْنَ الْبُنَى سُبُلًا
لَا يَبْتَنِي سَرَبًا لَمْ يَأْتِ بِالسَّطَرِ

أَحْسِسْ مَشَاغِلَهُ فِي فَرْضِ شَاغِلِنَا
لَمْ يَسْرِقِ الْمُقْتَنَى لَمْ يَنْدُ بِالدُّرَرِ

هٰذَا لِيُعْلِمُنَا الشَّيْطَانَ قُبْحَ هَوًى
حَتْمًا سَنَهْزِمُهُ فِي كُلِّ مُخْتَبَرِ

تَقْوَى إِرَادَتُنَا تَرْقَى مَعَالِمُنَا
نَعْلُو بِأَنْوَارِنَا عَنْ سَاكِنِ الْحُفَر

كَلَّا تَخَوُّفُنَا مِنْهُ مُرَاوَدَةً
عَنْ ظَنِّ أَنْفُسِنَا فِي جَالِبِ الضَّرَرِ

كَلَّا تَحَالُفُنَا عَنْ إِنَّهُ جُنَنٌ
تَبًّا لِنُصْرَتِهِ الْعَارِي بِلَا وَزَرِ

فَٱنْكُرْ شَرَاكَتَهُ فَالرَّبُّ قَدَّرَنَا
لِلسَّعْيِ فِي مُحْدَثٍ مُسْتَحْدِثَ السِّيَرِ

وَٱتْرُكْ مَسَالِكَهُ فَالْحَقَّ حَاصَرَهُ
وَالْبُطْلَ وَسَّعَهُ فِي عُذْرِ مُشْتَجِرِ

وَالْغِشَّ حَلَّلَهُ وَالزُّوْرَ حَكَّمَهُ
وَالْفُحْشَ حَبَّبَهُ مُسْتَأْصِلَ الْخَفَرِ

وَالصِّدْقَ قَاوَمَهُ وَالْكِذْبَ سَايَرَهُ
وَالْفَقْرَ عَيَّبَهُ بِالذُّلِّ وَالصِّغَرِ

وَالنُّوْرَ صَغَّرَهُ وَالْكُفْرَ عَظَّمَهُ
وَالْحِيْنَ عَمَّرَهُ فِي نَفْسِ مُنْدَسِرِ

وَالْعَدْلَ حَارَبَهُ وَالظُّلْمَ نَاصَرَهُ
وَالشَّرَّ ثَوَّرَهُ يَا عَبْدُ فَٱعْتَبِرِ

إِلَّا لِِاَنَّ الدُّنَا فِي هَمِّهِ غَلَبًا
لِلْإِنْسِ مِنْ حِقْدِهِ بِالشَّرِّ لِلْكُفُرِ

فَٱعْمَلْ بِنُوْرِ الْحِجَا وَٱنْبِذْ وَسَاوِسَهُ
فَالسَّيِّدُ الْمُكْرَمُ الْإِنْسَانُ فَٱسْتَنِرِ

وَالْمُبْتَغَى بِالْهُدَى وَالْخَيْرُ نُوْجِبُهُ
دَلِيْلُنَا الْمُشْرِقُ الْأَوْقَى لِمُفْتَكِرِ

وَالْمُجْتَبَى بِالْخَنَا وَالشَّرُّ نُلْزِمُهُ
ضَيَاعُنَا الْمُظْلِمُ الْأَرْدَى إِلَى السُّعُرِ

يَحُوْطُنَا بِالْقُوَى الْإِيْمَانُ تَهْدِئَةً
مُسْتَوْفِيًا لُطْفَهُ مِنْ رُحْمِ مُقْتَدِرِ

وَيَقْتَفِي بِالرَّدَى كُلَّ الْمَدَى وَبَقًا
لِكَيْ نَرَى أَمْنَنَا فِي الْعُسْرِ وَالْيُسُرِ

وَيَنْظُرُ الْحَاضِرَ ٱسْتِبْصَارَ غَائِبِنَا
إِذْ يُشْرِقُ النُّوْرُ حَبَّارًا لِمُنْتَظِرِ

فَالْقِيْمَةُ الْأَكْرَمُ النُّعْمَى الَّتِي خَلَدَت
بَعْدَ التُّقَى عَامِلًا جَنَّاتِ مُنْحَشِرِ

مِن نَظْمِي /
د . مُحَمَّد خَلِيْل الْمَيَّاحِي / الْعِرَاق
Dr _ Mohammed Khaleel AL _ Mayyahi / Iraq
رَمَضَانُ 1445 هِجْرِيَّة / نِيْسَانُ 2024 مِيْلَادِيَّة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أعداء الحرية / بقلم / نادر منجه

أعداء الحرية يتحركون وفي العداء سوية أعداء شعب ينشد الحرية مستعمر وفلول طاغية دمى كيف التفت ستلقى ألف ضحية ضبع يدنس في الجنوب ترابه ويعيد قص...