السبت، 20 أبريل 2024

قتيل الغواية / بقلم / ابراهيم خضور

 قتيل الغواية

أنا المخمورُ بالقهرِ يا زماني
الطَّاوي على الخُذلانِ أحقابا
ولازلتُ في الحسبانِ غيماً
ولازلتُ في الفاقةِ إطنابا
أنا الحياءُ يَغطشني دبيبُ النَّملِ
حاضراً لمْ يزلْ رغمَ العواصفِ
في العلياءِ يُشيِّدُ الأسبابا
أنا المخمورُ بالقهرِ...
ولي على الزَّمانِ امتدادٌ
وأكاليلُ غارٍ تنشرُ النورَ
شُرعةً وأعرافاً وإعرابا
أنا الهوى قتيلُ الغوايةِ
والشيطانُ يُصليني بها الإعجابا
أمضي في دياجرِ الظَّلامِ
أمتطي نحسي هائماً ويدي تدفعُ
جحافلَ الغدرِ وتُعيرُ الرِّقابا
أنا المخمورُ بالقهرِ يا زماني
كنتُ ولازلتُ
أتسكَّعُ على شواطئِ أحزانيْ
يُخيفني المشهدُ يَمنعني اقترابا
فأجوبُ مجدداً أعماقَ عينيك
وفي حقائبِ الحبّ أحملُ الغيابا
أُعاتبُ صمتي في حضورك
أُخرسُ قلبي حينَ يشتاقك
يحاولُ احتواءك تغدين سرابا
في دوائرِ التردُّدِ يهيم... يضيعُ
يأتيكَ موتوراً مهزوماً...
يسفِّهُ الرَّأيَ... يُصليهِ العذابا
لم يدرِ أنَّ الحبَّ مرتعُ الهزَائمِ
والهروبُ منهُ ظَلومُ الدِّرابا
تحصرُني أحلامي بالخوفِ
تَغمرني في الحضورِ إيابا
يُناشدني الصُّبحُ عبورَ العتمِ
يُلعثمني الحديثُ... أَزفرهُ لعابا
أُحبُّك... أَذوبُ في رؤيتك...
والأسرارُ تُجلي في هواك الكتابا
غيابُك يختصرُ المشهدَ...
يؤلمني البعدُ... يدهمني الشَّوقُ
أتضوَّر عشقاً... أناشدك اقترابا
أَخالك على ضفافِ الغنيمةِ
أَقتربُ... تُرعبني ملامحك... أهربُ
يهزمُني العنادُ نفترقُ غِضابا
قربك يُؤلمني أتشهَّى فيك الهجرَ
تسقطُ الأحلامُ بينَ أيدينا سرابا
بك ولك أسيرُ في طريقي فرحاً
وحينَ أُحاولُ الخروجَ منك
أعود بلا رجاءٍ... أكثر اضطرابا
أُحاولُ كسرَ الطّوقِ حولك
أرتمي على وِسادتي انكبابا
سأنجحُ بثقبِ الجدارِ يوماً
وحين يتصدَّعُ سياجُ قلبي
أغادرُ زنازينَ حبك المجنونْ
أتوارى ... يَجرُحني كبريائي
أثورُ على اشتياقي المهزومِ
فتصخَبُني هتافاتُ الصّمتِ
وترحلُ عيناك غيماً وعُبابا
أختزنُ الحزنَ وداعاً لطيفك
يستصرخُني حنيني... أعودُ
تحتَ جناحيك ألثمُ التُّرابا
فأبتكرُ لك حباً خلفَ الأزمنةِ
بلا شُبهاتٍ... أجتازُ الحدودَ
تُربكني عيناك أجوبُ الرِّحابا
ألتمسُ لرفضك كلَّ الأعذار
وحينَ تجتاحُ زفرتُك صدري
أرحلُ بعيداً كي أجازيك ثوابا
بلا تجاذباتٍ...بلا تداعياتٍ
أحملك بين جناحي... تتهاوين
تسقطين... أَزرعك والسَّماء سحابا
تحتلُّ شرفاتُك مطالعَ الشمس
فيصيرُ الهروبُ وصولاً إليك
أرحلُ إلى انبساطِ الأشياءِ...
حينَ يُصبحُ دورانُ الأحلامِ انقلابا
أحتمي بك منك نخلدُ في سُباتٍ
يتَّسعُ الصَّمتُ فيضمُنا أغرابا
ويطولُ بيَ القهرُ تحتَ جَناحيك
يقهرُ زفرتي ضجيج الأحلامِ
ألتفُّ بحزنِ السَّاعاتِ طويلاً
يَعبُرني اشتياقي... يُصليني حِرابا
فأخوضُ الغمارَ وحيداً
تجوبني الوساوسُ... أعودُ
إليك أختصرُ مواسمَ العشقِ
قارعاً غمارَ البدايةِ...
فتقرعُ النهايةُ ليَ الأبوابا
فأنحني خضوعاً... أسارعُ رحيلاً
تكثرُ الهزائمُ أغفو في سُطوري
ويصْطَليني العتمُ والخوفُ رهابا
وأجوبُ مجدداً أعماقَ عينيك
وفي حقائبِ الحبّ أحملُ الغيابا
ابراهيم خضور


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

غَباء وغَوْغاء / بقلم / سلوم احمد العيسى

غَباء وغَوْغاء كَمْ مِنْ غَبِيٍّ جَهولٍ لا اعتَبارَ لَهُ قَدْ طَبَّقَتْ أُفُقَ الأخْبارِ شُهْرَتُه بفَضْل حَمْقى،وأَغْثاثٍ يَرَونَ لَهُ فضْل...