الثلاثاء، 26 مارس 2024

زمنٌ بألم الخاصرة / بقلم / مصطفى محمد كبار

 زمنٌ بألم الخاصرة

تدورُ الشدائدُ بكربها بالعمرِ فتصيبُ
و يطفو في الجفنِ نارُ جمرٍ و لهيبُ
هذا الكفرُ و كربُ الزمانِ يقاصمني
جرحٌ لعوبٌ و كأسُ العلقمِ الشريبُ
فمالها الأيامُ تدورُ بسقوطُ الأوصالِ
تهدني بوجعُ السنينِ بمرها و لا تغيبُ
كالنقيمُ القرابينِ بديارُ الدهرِ كأنها
كذابحِ البعيرِ راحتْ تغلبني و تُنِيبُ
مالها تحضنني بوهبُ الموتِ و ترضى
إنْ نالَ الألمُ مني و رَاحَ يسْتَطِيبُ
بيني و بينَ الزمانِ خصامٍ بمرُ اللعناتٍ
عداوةُ تعاركُ وجهنا بيومها الشحيبُ
فأمضي بلوعةُ الخيباتِ بكلَ مآتمي
أجولُ بمرَ غربتي كالمعتوهِ الغريبُ
تدنو المهالكُ بوحشتها و تكاسرني
ألمٌ في الروحِ يلهو و قبرٌ باتَ قريبُ
هو الدهرُ حالهُ مهزومٌ كلما درتُ بهِ
فلا نجاةٌ للمقصومِ و لا الصبرُ يطيبُ
أناجي بألف طعنٍ و الرماحُ بضلوعي
فلا القدرُ أرضاني و لا السماءُ تجيبُ
كل الصلواتِ مكايدِ المحنِ بخبتها
كحالُ السنينِ تعلو بجراحنا و تعيبُ
عندَ الغَسقِ المريضِ أحملُ بنعوشي
و الليالُ تقسو بهزائمي بمرِ النصيبُ
يا قبلةَ الفجرينِ إلى أينَ تمضي بنا
و كلُ دروبُ الأقدارِ بكسرنا تُخِيبُ
تلكَ النواقصُ كيفَ تدومُ بنا أرقاً
و تفارقنا الحياةُ ببعدها و لا تَطِيبُ
فأشكو برحيلِ الوالدينِ كلما هدني
الدمعُ فنارُ الذكرياتِ بالدمعِ نَهيبُ
هي كآبةُ الغربةِ تقتلني بينَ جدرانها
بالطعنِ المريرِ و هذا الجرحُ الدَؤوبُ
إذ كأنَ للعمرِ راحٌ ما دارَ بعلتي وجعٌ
و لا نلتُ بقهرُ السنينِ بياضُ الشَيبُ
لعامُ الخمسينِ و مازلتُ أجرُ بأحزاني
ذلُ العمرِ و هذا الجرحُ الذي لا يتوبُ
حيناً أهربُ من صور الأمسِ لأنجو
و حيناً أبكي ببحرَ الدموعِ الكئيبُ
إنى لزمتُ بديارِ الأحزانِ بالفِ دهرٍ
بكربُ الأسى و بلياليها السودُ الربيبُ
فحسبي للذي راحَ يسقطني بسقمَ
كؤوسهِ يجهدُ بالكسرُِ اللعين الرهيبُ
قد أدركتُ باليقينِ لا عيشٌ بالحياةِ
ما دامَ بالقلبِ نارٌ و بالعينِ نحيبُ
فأسفي لهذا العمرِ و ما أشقى بنحرهِ
خسرُ أدمعي و الشرُ الجاحظٌ الرقيبُ
ألفُ جرحٍ دارَ يعصرني بوجعُ الهلاكِ
و ليس لوجعُ الجرحِ راحٌ و لا طبيبُ
حتى حسبتُ بنجاتي كفرٌ لن ألقاها
طعنٌ بكلِ حينٍ و فجرٌ يطلعُ معطوبُ
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ٢٠٢٣/١٢/٢٣


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الميماس والدبلان / بقلم / سليمان أباالحسن

  الميماس والدبلان في حمص طبت خيولنا شد أعنتها رقص الخبب وديك الجن هام بسكرته وأفرغ ناهلا خمر القرب إنها حمص ابنة عاصيها غرر نواصيها فخر ا...