الثلاثاء، 26 مارس 2024

خطوة للوراء / بقلم / مصطفى محمد كبار

 خطوة للوراء

في الألم البعيد
أعوم بالهزيمة
هناك أكثر من طريقةٍ
للنجاة
لكني مازلت مشغولً
بترتيب .....
أوجاع الذكريات بذاكرة
مفقودة
سأتبع في السقوط أثر
النسيان
ربما أعطي للأشياء
فسحةٍ
صغيرة قبل إنكسارها
ربما
أحتاج إلى زمنٍ آخر
كي أكتبَ قصيدةٍ أخرى
من الحجارة
و أشكلها بالرمل العتيق
أحتاج إلى ريشة من
جسد الريح
و حبراً من لون الليل
الحامض
فقط ينقصني فكرة الشبح
بالرقص في العلن
الضباب الخفيف مازال
يخرج من جسدي
بارداً
مازلت أرشفُ الهمومَ من
حلمي القديم
مازلتُ أجلس وحيداً في
المقهى
و أُراقب المشاة المسرعين
فلا أنتظرُ أحداً ليأتي
بوردةٍ حمراء
فلا صديقٌ لي في النسيان
ليصافح يدي و ينقذني
من الضجر
و لا من إمرأة تأتي من خلف
الأماني
ببسمتها الخفيفة لتحضنني
بالعاطفة
كما يحضن الياسمين جدار
البيت
كي أحيا بموعد اللقاء الأول
و أُقبلها بشغف
فراغٌ أنا من ألوان السعادة
تماماً
لا شيء يدغدغ جدار
روحي ها هنا
فأنا وحدي أتفقد أثر وجودي
في الضياع
و وحدي أعيشُ حياة
البؤوساء المنكسرين
أنا مثل الحجر لا حياة
ينبتُ بدمي
و لا أُجيد لغة الكتابة على
الورق
كي أسجل حضوري بالقصيدة
في الغياب
و لا أملك رغبة التقليد في
الوحي كما الآخرين
عابرون كثر قد استلقوا
نائمين
بين خيبة الكلمات دون
صدى
فهناك خطوةً نحو العدم
تربكُ صاحبه
و هناك خطوةٍ للوراء للإلقاء
بالحنين
فمن كان هناك قد
كان
و من بكى خلف الغياب
كان محبطاً جداً
فلم يعد هنا للأشياء
معنى
و دائماً أُسافرُ من جسدي
إلى جسدي
فلم يعد هناك فرق بين
جهةَ اليمين و بين جهةِ
الشمال
لعلي قد أخطئت بتركيب
صورة الحياة في
العمر
فكل شيء قد دارَ بإختلاف
لغة الموتى و انكسر
و الأحلام التي كنا نملكها
قد فشلت بالحياة
محطمة
فأنا هنا لوحدي أتحايل
على الوقت المتبقي بلغتي
في الإنشاد
أريد أن أنجو بما تبقى
من قصيدتي
كي أسيج خيال المسافر
البعيد بملح حزني
يا أيها الليل ماذا تركت
لنا بين جدرانك
صمت الخاسرين بين نجومك
أم نسيتَ لوحدكَ أن
تحمل همومنا الثقيلةِ و
تبكي
فلنا معكَ سيرة الأحزان
بالحكايات الطويلة
و قصص البكاء بتنهيدة
المحبطين
لنا معكَ كلُ شيءٍ يوجعنا
بصور الأمس الحزين
فلما تحاصرنا كما الذئاب
تحاصر فريستها
و كأنكَ
تريد أن تأكلني لأموت أكثر
بوحشتي
فماذا تركتَ للموت
حينما يأتي للخلاصِ بنا
من وجع الحياة
فلنا ثلاثٍ قبل الموت
الأخير
الحب المفقود
و القهر المولود
و هذا الجرح الكبير
الذي
لا يرحل من جسدي
حتى يعود
أُفكرُ لما الحنينُ دوماً
يأخذني للوراء
لما الوجعُ لا يترك قلبي
و يمضي بشأنه
لأكمل بزمن النهايات
كما
كان البهجة في البدايات
مازلت أُفتشُ عن الطفل
الذي
حمل جنازتي بطريق السفر
البعيد
فأين أنا من هذا الحاضر
المكسور
فالليل يكتمل ملامحه
بالنجوم و القمر
و النهارُ يكتمل يومه بنور
الشمس الملتهبة
أم أنا ...... ؟
فلا أحيا إلا عندما
تكتمل صورة القصيدة
مع وحدةٍ سائدة بالفراق
المر
فنحن توأمان في الهزيمة
الأبدي
و منسجمان معاً في
النسيان
نحضن دائماً خيبة الوداع
و لوحدنا
نجسُ لون البعيد البعيد
و ننسى
بماذا كنا نهمس بآخر القصيدة
و نبكي
بملح الدموع خاسرين و
خاشعين
في العدم البارد الشاحد
البقاء .......
مصطفى محمد كبار
أبن عفرين
٢٠٢٤/٢/٢٥ حلب سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أذكريني / بقلم / رجب كومى

  قصيدة بقلم الشاعر رجب كومى بتاريخ 2825/1/27 بعنوان أذكريني حبيبتي مابيننا صار عشقا اياك أن تخمد مشاعرك فليس هوانا عشق تائها او ملمح محياكي...