الجمعة، 1 ديسمبر 2023

صدفة / بقلم / رامي بليلو

 صدفة

ودون موعد
بطريقه غير مخطط لها
ظهرت أمامي
أنين
كان اسمها أنين
لا أذكر من أرسل للآخر طالباً الصداقة
بسرعه وكعادتي
أُعرِّف عن نفسي أنا فلان عمري عملي شهادتي وضعي العائلي
وأكرر عبارة باتت تقليدية على صفحتي
أنرت متصفحي
وهذا أنا
كتبتْ جملة واحدة
تشرفت بك
وغداً أُعرفكَ بنفسي
مضى الوقت وكعادتي أستيقظ متأخراً
قبل أن أنهض من سريري أتصفح مراسلات الأصدقاء الكثيرة وتعليقاتهم على مانشرت بالأمس
لفت نظري رد
أنا فلانه عمري بعمرك متزوجه ربة منزل( أُنثى)
لكني نسيت ذلك بفعل الألم
روحي تؤلمني
تعبت من الدنيا
كاملةٌ أنا
لكني كاملة للآخرين
الكل يريدني كاملة
في الوقت الذي لم يكتمل لي شيء
أنوثتي
طفولتي
مراهقتي
شبابي
زواجي
الألم يلاحقني في كل مكان من محطاتي
عبر النوافذ
ووسائط النقل
على الأرصفة وفي المتنزهات
يلاحقني الألم
منذ خمسة عشر عاماً
تضاعفت معاناتي
ككل السورين
لكن أنا بشكل خاص
اكتمل معي الألم
زوجي ورفيق رحلة كفاحي وأبو أولادي
داهمه الألم
ولكن ألمي أنا تتضاعف ألف مرة
جربت تجاوز محنتي معه (الألم )
أنجح أحياناً في تجاوز بعض أعبائي (آلامي ) اليومية٠
فأنا رجل بألف رجل
رجل البيت والمسؤلة عن كل كبيرة وصغيرة لدرجة أنني بينما أنجز أي عمل
تكون مصاعب إنجاز ألف عمل آخر تطحن عقلي كما طحنت الدنيا آمالي كلها
تصور
أمس ذهبت لأحضر بعض الحاجيات كما جرت العادة عندي منذ زمن نوح
عدت لأرى زوجي وقد وقع على الأرض صرخت بكيت صفعت وجهي تألمت
عادت بي الذاكرة لولادتي قلت في سري
ماألذ الوأد لو تم يوم ولادتي
كل هذا بلحظة وأنا أحاول رفع زوجي للسرير
صحيح
نسيت أن أكتب لك عن مرضي أنا
تلفت أعصاب زوجي ف جُننت أنا
حالي يشبه حال الكثيرات ممن يتألمن
زوجات فقدن أزواجهن
بنات تيتمن
كثيرات ممن يقضون الليل وهن يبكين
لكن أنا قلبي يبكي
روحي تنزف
عقلي يضج بالصراخ والألم
صباحي عناء
يومي ترف عذاب
مسائي بالكاد أستطيع أن أحصل فيه على لحظة لأسرق طعم الراحة لا لأرتاح
في هذا الزحام
استفقت عندما كنت أتصفح ملفي
وجدت أني أنثى
تخيل اكتشفت بعد كل هذا الزمن أني أُنثى
تصور
أنا أنثى
وأحن
وأشتاق
أشتاق لأنوثتي
أقسم أني اشتقت لنفسي
نسيت رغباتي في زمن الطحن
فأنا طحين
والجميع دون أن يدري اعتاد أن يراني رغيف خبز فقط لأكون إلى جانب طعامه
أردت استحضار الأنثى التي بداخلي
تخيل فشلت.
نعم فشلت بأن أحضر الأنثى التي نسيتها
والله فشلت
كي تعلم حجم حاجتي للسعادة
سأخبرك وأنا أذرف الدموع عن سبب فشلي
منزلي صغير جداً وجميل أننا نجونا من الإيجار
المهم
لصغر المنزل لا أستطيع أن أختلي بروحي للحظة كي أركن ذهني في حجر تلك الأنثى وأمسد شعرها وأتفحص لون عينيها
ولصغر المنزل بالكاد أستطيع أن أغفو
ولصغر المنزل لايفارقني الألم على حال زوجي
لأن صورته لاتفارقني
حتى عندما أغادر
وفقط أغادر كي أحضر حاجة ما
لأسد بها رمق ألم ما
حاجة
تخص الألم لزوجي أو لأفراد عائلتي
هل عرفت كم أحتاج للسعادة
هل تعرف السعادة أستاذ رامي
هل يمكنك أن تُعَرِّفَ لي السعادة
ربما أتمكن من التعرف عليها.
هل تستطيع أن تصفني وأنا الأنثى الركام التي تحتاج أُنثى مكتوب على روحها أنثى كي تُعرف
ممزقة روحي هل يوجد أحد يستطيع مساعدتي لأستعيد روحي التي فرت مني
هل يمكنك أن تكتب لي عني ليس مهماً
هل يمكنك أن تحكي لي نكتة كي أبتسم
نسيت الضحك يارجل والله نسيت عضلات وجهي كيف تُرسَم الإبتسامة
هل تستطيع وصف من أنا أريد أن أعرف نفسي
أية أنثى أنا
أين تتوه روح أنوثتي مني
هل أخطأت حين كتبت لك هل ارتكبت جريمة بالبحث عن أنوثتي المسروقة مني عن سابق ترصد وتصميم
هل أخطأت حين غلبتني أنوثتي واستفاقت بعد كل هذا العمر
أرجوك غادر واعتبر أنك لم تقرأ رسالتي
أنا لست هي
أنا ربة البيت
أنا لن أعود أنثى
لأنني لا أستطيع
ولأن يومي المزدحم لايسمح لي
دعني وشأني
ودعك مني
أنا لست أنثى
سأخنق تلك الصغيرة التي استفاقت تصرخ بي من جديد
٠
وتم الحظر
٠
بقلمي
رامي بليلو ٠٠٠هولندا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضائِقة / بقلم / سلوم احمد العيسى

ضائِقة أيُّها الثَّابِتُ في أقْصى الجَّنوبْ إنَّ غَوْثَ اللهِ في صَفِّ الشُّعوبْ ضاقَتِ الدُّنْيا بوجْهي،كُلَّ ضِيقٍ مَنْ سِواهُ اللهُ حِصْن...