الأحد، 3 ديسمبر 2023

سيرجع الحق / بقلم / أحمد معلا

سيرجع الحق


يافا تناشدني عكا تناديني
وغزةُ النارِ مثلُ القدسِ تبكيني

في خانِ يونسَ للأبناءِ باكيةٌ
دموعُ جدتنا السمراءِ تكويني

أنا الذي مزّقَ الأغرابُ موطنهُ
وإنني لاجىءٌ إني فلسطيني

الكلُ أنكرني والريحُ أشرعتي
ها جئتُ أحملُ مع روحي رياحيني

أنا الذي اغتصبَ السبتيُ منزلهُ
سأحرقُ الظلمَ ها ثارت براكيني

قطعتُ تذكرتي للموتِ من أمدٍ
فالموتُ ظلّي وإن الموتَ يحميني

وأخترتُ دربي أنا المقتولُ من أمدٍ
لن نتركَ الحقَ نهباً للشياطينِ

الكلُ مثلي شهيدٌ كفنهُ وطنٌ
يا أرضَ حزقيلَ يا أماهُ ضمّيني

عيسى المسيحُ بأمسِ الأمسِ باركني
وجاءَ موسى لدينِ الحبِ يهديني

للأنبياءِ بهذي الأرضِ سيرتهم
ياسينُ أهلِ الهدى بالحقِ ياسيني

هم شتتوا حلمي هم مزقوا وطني
ما زلتُ أبحثُ عن أرضٍ لتأويني

هذا ترابي وحقي سوف أرجعهُ
أرض الميامينِ إرثُ الحبِ يكفيني

قبورُ أجدادنا صارت مهددةً
ولن تكونَ بلادي للثعابينِ

أقسمتُ بالقدسِ كم صلّت بها رسلٌ
آتيكِ يا قدسُ ها أيقظتُ تنيني

عهداً لعكا ويافا والخليلِ وكم
هلّت لها العطرَ من شوقٍ بساتيني

عهداً لغزةَ عذراً من جحافلها
أرضُ البطولاتِ بل أرضُ الميامينِ

أقولُ للكرملِ المسجونِ من زمنٍ
إني أصليكَ أشعاراً فصليني

فنخلةُ البرةِ العذراءِ نخلتنا
زيتونُ ما زرعَ الأجدادُ زيتوني

آتيكِ جنينُ يومُ الحشرِ موعدنا
سأزرعُ الروحَ قرباناً لجنينِ

ما زالَ مزمارنا للحبِ ذاكرةً
حتى التلاحينُ يا حزني تلاحيني

في أرضنا سجدَ. التاريخُ معتمراً
فالزيتُ زيتي والعرجونُ عرجوني

لن نتركَ الوحشَ حراً في مرابعنا
إن الوفاءَ عريقٌ في قوانيني

إني لأزهدُ في الدنيا وزينتها
فخيمةٌ في جليلِ الحبِ تكفيني

سيرجعُ الحقُ والأيامُ آتيةٌ
دمُ. الكرامةِ يجري في شراييني

السبيُ آتٍ وللأزمانِ دورتها
بالحبِ إني أبادي من يباديني

ما كنتُ مغتصباً ما كنتُ مضطهِداً
أخافُ ربي وما اختلت موازيني

ألأرضُ أمي وإني بعضُ طينتها
ميزاننا الحقُ اعطيها وتعطيني

ها جئتُ يا اختنا السمراءِ منتصراً
أهديكِ فلي وريحاني ونسريني

اهديكِ قلباً بهذي الأرضِ أزرعهُ
غداً سيزهرُ حبُ الأرضِ يحييني

ها جئتُ أنثرُ روحي للثرى عبقاً
أنا الجريحُ بأسمِ اللهِ داويني

ليمونُ يافا حزينُ الروحِ مكتئبٌ
والزهرُ أضحى سجيناً في البساتينِ

والطيرُ صارَ غريباً عن مرابعهِ
أرضُ السلامِ تصلي للحساسينِ

تهودت ارضنا والقيدُ أثقلها
أخبارُ أهلي وربِ الناسِ تدميني

الريحُ آهةُ مظلومٍ ستجمعنا
انا الاديمُ وطينُ الأرضِ من طيني

يا أختَ هارونَ ما لانت عزيمتنا
فالقدسُ قدسي هنا عرضي هنا ديني

قوافلُ الموتِ لا واللهِ ماانقطعت
لا يُعرفِ الحرُ إلا في الميادينِ

أحمد معلا
مهداة للشعب الفلسطيني المقاوم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الراهبُ الثوريُّ / بقلم / الكعبي الكعبي ستار

  الراهبُ الثوريُّ في السجونِ تسجدُ الأحزانُ ثكلى كم تثورُ وتناغيكَ القيودُ بفؤادٍ نزفُهُ صبراً ينوءُ هو دامٍ في المنافي دهرُهُ خوفٌ بليلِ ا...