يوميات أناس عاديين // زلزال الحوز ( 08/09/2023) //17//
421
************
شعر الجميع بالخسارة ، كانت " زهراء " سامية جدًا ، بالكاد تبلغ الخمسين من عمرها ، هي ساعدتْ أخي كثيرا لبناء أسرة قروية نموذجية أثثتها ب 6 أولاد كلهم ذكورا. و رغم أنها كانت دوما عليلةً ، فإنها كالنملة " بِهِمَّةٍ تعانق السماء ، وبهمة لا تَكَلُّ ولا تلين " ، و مثل حقيبة ظهر ثقيلة من الأحلام ، تبخرتْ حياتُها فأثقلت كاهل الباقين وراءها بكثير من الفراغ .
اليوم ، طريقة الحداد معركة وألم وجودي ، فهي بالنسبة لأبنائها آيةٌ حيةٌ في هذا الكون الذي أصبحوا فيه هم كائنًات ٌ صغيرةٌ ، أمامَ عالمٍ متعطش للنفوس السليمة.. للإلهامات والخيالات المزعجة .
كان الشعور الذي ولد بين " زهراء " و " محمد " متبادلاً منذ زواجهما في نهاية السبعينات من القرن الماضي ، كانت دوما تضيء روحه ، كما أنها تستمتع بالمحادثات الطويلة التي لا نهاية لها معه كل مساء ، خاصة و أنهما يعيشان وحدهما منذ سنوات .. فالأبناء الستة كلهم غادروا المنطقة للدراسة أو العمل .
اليوم أفتقدك يا أخي ..كنتَ بمثابة الأب .. حافظتَ على تماسك العائلة بعد رحيل الوالدين ..اليوم تركتَ فراغا وخرابا في النفس وفي الممتلكات . افتقدتك يا زوجة أخي .. لقد ملأتِ طويلا فراغا تركه رحيل الوالدة.. افتقدتُ إبريق القهوة السوداء المعطرة، وخبز الفرن البلدي ، وزيت منطقة الحوز الجيد اللذيذ ، الذي كنا نتناوله على تلك الشرفة التي تطل على المزارع . لا أحد سيقدمه لنا اليوم كما كنتِ تفعلين كل مساء . لما قلتُ لعائشة ــ كنتك ــ ذات مساء : عائشة ، افتقدتُ قهوة " زهراء " أجابت : كلنا كذلك .
بقلم
أسيف أسيف // المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق