الثلاثاء، 28 نوفمبر 2023

ما قبلَ الموت / بقلم / عدنان الظاهر

 عدنان الظاهر شباط 2017

ما قبلَ الموت
1ـ كشفُ الغيب
( لا تكشفْ سرّا. ما جدوى أنْ تكشفَ سرّا ؟. )
الشمسُ على بحرِ الشامِ هديرُ
أفيهدأُ في بحرٍ مدُّ
وقلوعُ سفائنَ كنعانَ توابيتٌ للغرقى ؟
ما زلتُ أُقاومُ صوتَ الصرخةِ أياً ما كانتْ
التوبةُ إنذارُ
ـ ممَّ يتوبُ الراهبُ والمُختارُـ ؟
لا تحملْ فأساً للثارِ
إحملْ كأسا
لا تنقلْ يمناكَ لأخرى
اللونُ الأقسى تهريجُ الفِرقةِ في السوقِ
هل عافاكَ الطبُّ
هل قوّمَ هيكلَكَ العظميَ وقوفا
لا تحزنْ ... الحزنُ طويلٌ كالظلِّ الممدودِ
الحزنُ خُلاصةُ عصفِ القادمِ والماضي
قالت " صَمْداً صمْدا "
لا تتهالكْ أنتَ الأقوى
كنتَ وما زلتَ الأنقى والأصفى
تلتقطُ الجمرةَ والحبّةَ من زهرةِ عينِ الشمسِ
تسألُ ما جدوى أنْ أتفحّصَ تأريخَ الإنسانِ
أتقلبَ صفحةَ مأساةِ الجُرحِ الدامي
ما دامَ الأبدُ الضاربُ يبقى أزلاً كالسكّةِ مضروبا
الأفضلُ أنْ تبقى
ما كنتَ وما كان الطائشُ مجهولا
دعْ هذا الزمنَ المتلوّنَ يمضي ملويّا
يرطنُ لهجاتٍ شتَى
يرسمُ لوحاتٍ غامضةَ الجوهرِ والمظهرِ والمعنى
لا تبقَ على السطحِ طويلاً مشلولا
الجُرعةُ أكبرُ مما فيكَ وللشرفةِ أحكامُ
2ـ (مثلُكَ لا يموتُ / كاسترو)
قالوا ما قالوا
قالوا جفَّ البحرُ وغادرَ خلجانَ الكاريبي
أضربتُ وأضرمتُ النارَ فطارَ صوابي
الضاربُ والمضروبُ سواءُ
مُزدَوجٌ تخنقهُ شاراتٌ صمّاءُ
ماذا تنتظرُ الخيلُ السودُ ؟
شاخَ الجملُ الأشقرُ إذْ جفَّ الماءُ
الماءُ صفيرُ
الطُرقُ المُثلى ضاعتْ
بدّلت الآثارَ جميعا
لم تحفلْ بالعُقبى
لم تندمْ
لم تستقبلْ شمساً أو عيدا
لم تُشركْ أحداً في حفلٍ أو عرسِ
الطرقُ الأخرى سُدّتْ
نطقتْ ثم انفجرتْ
فتفحّمَ رأسٌ يتدلّى مشنوقا
الهوسُ الباقي حفنةُ رملٍ في كأسِ
محفوفٌ برمادِ التفجيراتِ
حيثُ الخطرُ الأكبرُ لم يأتِ بعدُ
ينتظرُ الزمنَ الأنسبَ قبلَ فواتِ الوقتِ
لا يدري أنَّ المركبَ معطوبٌ مثقوبُ
هل يجنحُ للساحلِ معصوبَ العينينِ
الدكتور عدنان الظاهر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حضورك وأنا / بقلم / زين صالح

  حضورك وأنا لماذا عليّ أن أحضــــر ؟ دعني منك ، أيها الساذج ،،، وعودك باطلة ، ومن الثرثرة تكثر ... هوّن عليك يا هذا ،،، يا صديق أبليس ،،، ي...