الأربعاء، 4 أكتوبر 2023

جنتي وناري / بقلم / حسين عطاالله حيدر

 جنتي وناري

يامعذبي امتثل قلبي لأمرك أينما تذهب يتبعك
مخلصا لعهده لك ودائما في كل الأماكن معك
زرعتك بصدري زهرة وسقيتها من دمي غديرا
نمت بين أحشائي وبالحنين أحتويك وأجمعك
غمرتك بالأمان وكالفراشة نثرت من حولك عبيرا
بود وطيب أغرد كعصفور الشادي على مسمعك
أسهر ليلي أحضنك وأجعل من مقلتي لك سريرا
أكرس كل وقتي كي أزيل همك وأمسح أدمعك
أحببتك كحب الطفل لأمه وقدمت لك الكثيرا
وفوق هذا لن أهملك لن أغدر بك لن أخدعك
قابلتك تائها بين الأزقة مرهقا لاتقوى كسيرا
سمعت أنينا بهمسك وبالكلام الهزيل تضرعك
دون تردد بلهفة اقتربت منك أخذت بيدك مجيرا
فما كان مني إلا أن عزفت نغمة السعادة لأترعك
عاهدتني لا فراق بيننا من الآن أنا لحبك أسيرا
وأيضا أنا كما تشاء وأكثر كخاتم ثمين بإصبعك
كيف أعلنت هجري وفي قرارك كم كنتَ قديرا
كيف أنت الآن وكيف قلبك على بعدي طاوعك
جرحت فؤادي بالغياب وأذقتني ألم البعد المريرا
أين الإنصاف أين حقي عليك كي تهجر مهجعك
أما كُنتَ تقول لي أني الحبيب الأول والأخيرا
أن حبي هو الذي أسعدك ويسكن زوايا أضلعك
أما كُنتَ تقول أنت الحياة وليس لي بالدنيا نظيرا
أنيسك في ليلك وكحمامة السلام فوق مضجعك
أتنسى خوفي عليك أتنسى كيف توجتك أميرا
أتنسى جعلتك ترتقي على نفسي كي أرفعك
ماذا جرى لماذا جعلتني أتحرق بلهيب السعيرا
لو أخبرتني عن سبب رحيلك لما كنتُ لأمنعك
ولا أكلمك ولا أعاتبك أصمت وأرضى بالمصيرا
أكتفي بالنظر بعيني فقط لا أقوى أن أودعك
ارجع قبل أن تشيب سنينك هاهو العمر قصيرا
ارجع أنا هنا مازال بين ضلوعي مرتب مخدعك
الشاعر
حسين عطاالله حيدر
سورية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة الزهور / بقلم / سعيدة لفكيري

  مدينة الزهور بهوائها الجميل ورائحة زهورها العطرة وطيبة ساكنتها ترحب بكل محبي الطبيعة وما أجمل الورود في بساتينها وحدائقها روعة تعيد للقلب...