الأحد، 29 أكتوبر 2023

طَرَفُ حلم / بقلم / خالد القاضي

 طَرَفُ حلم*

بقلم : *خالد القاضي*
اغرورقت عيناه بالدموع ...فأخذ القلم وكتب :
(( آه أيها الوقت ...
ونحن نمر بلا توقف في طريقك الممتد ...ننثر خلال سيرنا على جنباتك أحلامنا المنكسرة وألامنا المُرهِقة..
ووأجاع قلوبنا المحزونة المشرخة وآهات دموعنا الواهنة التي تعبت من كثرة الإنسكاب...
نلقيها على قارعتك لعل من يأتي بعدنا يأخذ منها دروسا وعبر ...
يا طريقنا الذي أتعبنا :
كل ما نريده
هو التمسك بطرف حلم واحد نجده في طريقنا ..
طرف حلم صادق يقودونا إلى فرحة صغيرة ..
فرحة لم يصنعها المال ولا المنصب ولا الأملاك ...
فكل هذه الخزعبلات التي يستميت الناس من أجلها لا تصنع السعادة بقدر ما تزرع الحزن والملل والضجر والكره والحقد والكبر والخوف والقلق ...
ما نحلم به هو بسمة من ثغر حب صادق تواسي قلوبنا المنكوبة ودموعنا المسكوبة وجراحنا المفتوحة وتضم بحنان مشاعر أرواحنا المتوحدة التي ملت الوحدة وكرهت إنبعاث النصف من دون البقية المكملة ...الكمال الروحي ليس هو الكمال الإجتماعي ....هناك فرق كبير جدا...
صدقوني لم أعد أبحث عن الجمال بقدر الحصول على الإكتمال الروحي ...
الجمال شيء لحظي يزول بالمؤثرات الخارجية والداخلية مثله مثل طلاء المنازل ....ولكن اكتمال الروح دائم ويشعر الشخص بالحرية والسمو...
و...
..والإيثار والسعادة المطلقة والراحة النفسية التامة ..
حتى ولو كان مسكنه مع من أكتملت به روحه كوخا من الشوك ...
كم أعشق قصة الجميلة والوحش رغم أنها كتبت للأطفال ولكنها توضح هذه القضية بشكل مذهل ..
تخبرنا أن كل ما يغلف الأشخاص من قبح أو جمال هو مجرد سحر يستر ما تنطويه النفس وتحمله الأرواح ...فكم من جمال فاتن أخفى تحته قبحا كبير...وكم من قبح كان تحته جمال لا حدود له...
في القصة حين رأت الفتاة الوحش خافت منه في البداية ونفرت ولكن حين تبين لها أن ظاهره المرعب يخفي روحا طيبة وشخصا ودودا أحبته ...وهنا زال السحر الخارجي ليظهر من تحته الجمال الباطني الحقيقي للروح فحتى لو بقي الوحش كما كان بصورته الأولى فقد أحبته وستظل تحبه حتى النهاية بصدق وبصورته المرعبة ..ولم يلفتها قصره أو ثراءه بل روحه الطيبة المنبت ...))
ووضع القلم وغاب في تفكير عميق غير مبال بالظلمه التي بدأت تلفه والضوء ينساب من النافذة مغادرا نحو الغروب ....
❀ *خالد القاضي*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يا صور / بقلم / سليمان نزال

  يا صور يا صوْر ُ التي عرفتْ عن قلبي الكثيرا يا ميناء لفظتي البرتقالية قرب النهر ِ و البساتين استعانَ الصوت ُ الخاكي برائحة ِ ...