الأربعاء، 20 سبتمبر 2023

:مابال؟- بقلم / سلوم احمد العيسى

 :مابال؟


ما بَالُ عَيْنَيكَ تَبْتاعانِ بي عَدَلا
مِنَ الحياةِ،وتستامانِ بي بَدَلا؟

تُسافِرانِ،ولا أحلامَ تحمِلُني
إليكَ لا أَجِدُ الأسبابَ والرُّسُلَا

يا مَنْ جَحِدْتَ غَرامي دونَ مَعذِرةٍ
والذِّكرياتِ وعهدَ القربِ والقُبَلَا

لا أَشْتَكي البُعدَ كَلَّا فالحَياةُ لها
وَجْهانِ ثانيهِما قَدْ ادْمَنَ المَلَلَا

وأنْتَ أجملُ كلِّ النَّاسِ في نَظَري
أودَعْتُكَ الرُّوحَ والأحلامَ والمُقَلا

أنتَ الَّذي في عُيوني خَيرُ أُعطِيَةٍ
مِن الإلهِ تزينُ الحُليَ والحُلَلَا

أنا وأنتَ كِلانا في الأنامِ غَدَا
على تَسَامي التَّفاني في الهَوى مَثَلَا

أنا لَيسَ بي طاقةٌ يا سَيِّدي أبَداً
على فِراقِكَ يوماً أو زُهاهُ بَلى

ولمْ أَجِدْ لاحتمالِ الصَّبرِ عَنكَ قُوى
ولا رويَّةَ حِلْمٍ تبعثُ الأَمَلَا

أَفْردْتُ مِنْ خافقي حِلَّاً تَحِلُّ بِهِ
وَمِنْ رَحابةِ روحي عَينِها نُزُلا

أُهديكَ ما شِئْتَ فانظرْ ما أردْتَ تَرَى
إني ألبِّيكَ رُوحاً مُشْغَفا عَجِلَا

مُنذُ التقيْنا عَرفتُ الحُزنَ عَنْ كَثَبٍٍ
والخوفَ والهَمَّ والأشجانَ والوَجَلَا

وَرُحْتُ أُحْيي ليالي الصَّيفِ معتَقِداً
أنِّي أنالُ بها الأقمارَ أو زُحَلا

أُنادِمُ الأنجمَ الّلائي طلعْنَ دْجى
وأرقبُ الشُّهبَ والأنواءَ ذانِ كِلَا

لو اَنَّ وَصْلكَ يا عُمري يَجيءُ كَما
يرجو مَشائي ويرجو الشَّوقُ مُتَّصِلا

لَغادَرَ الحُزنُ قلبي دُونَ تَوطِئَةٍ
لِما سَيَأتي مِنَ الأعيادِ إِنْ رَحَلَا

لا شَيْءَ ينقُصُني كَي أسْتَعيدَ غَدي
سِوى وِصَالِكَ تُوليْنِيهِ مُكْتَمِلا

وأَسْتعيدَ بَريقاً ليْسَ تُخْطِئهُ
عَيناكَ إنْ شِعَّ حُبَّاً بَعْدَ أَنْ أَفَلَا

وافتحْ مَعي صفحةً بيضاءَ لَسْتُ أَرَى
فيها مِنَ الحبِّ إلَّا خَيْرَهُ أَمَلا

يا سَارقَ الشِّعرِ شِعري إنَّهُ قَدَري
فكَيفَ تسرقُ نبضاتِ الهوى الأُوَلَا؟

مَنْ يِسرقِ السَّيفَ سَيفي لا يَبوءُ سِوى
بالخِزْيِ أو يَسْرقِ الأسهامَ والأَسَلَا

عَندِ اللقاءِ بساحِ الفَخرِ يُعوِزُهُ
زندٌ كزندي ودرْعٌ يتَّقي الخَطَلَا

خِفْ ربَّ مَنْ جاءَنا بالنُّورِ مُبْتَعَثَاً
والبيِّناتِ وبالذِّكْرِ الَّذي نَزَلَا

أَعِدْ إليَّ حُروفي لَسْتَ تَعْرِفُها
وَمِنْ وَميضِ الرُّؤى ما بِتَّ مُنتَحِلَا

بقلمي : سلوم احمد العيسى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دموعي / بقلم / صباح خالد

  لم ترَي دموعي حين كنتُ أُقاتلُ من أجل قلب بالهوى كان يذوبُ رأى سلاحي بعد أن هدأ القتالُ فظنَّ أني عدوٌّ فكان قاتلي وأنَّ قلبي صار أرضًا بل...