الخميس، 7 سبتمبر 2023

جريمة / بقلم / عصام قابيل

 جريمة شروع في الأمل

قصة بقلم عصام قابيل
الحلقة الرابعة والأخيرة
قرب الغروب ، طلبت منه أن يصحبها عند ، أحد محلات الموضة . وبينما راحت تخطو من جناح لآخر في المحل ، كان هو يراقبها ، وسأل نفسه: هل كان سينجذب إليها إذا كان يراها الآن للمرة الأولى ؟ ولم يستطع إلا أن يرد بالإيجاب . وتساءل أيضًا: هل لو كان تزوجها ، كما كانت هذه نيته من قبل , يعتبرها الآن هفوة شباب يلزم التكفير عنها طوال العمر , حسب تعبير فيلسوفه العزيز (شوبنهور) . إن أفعالنا - كما قرر لنفسه أكثر من مرة - عبارة عن ضربات زهر في ظلمة ليل المصادفة !
في أثناء صحبته لها إلى منزلها , حرص على أن يخبرها أنه ما زال يحس بأنه مذنب في موقفه . وصرحت له حول هذه النقطة على الأقل: " أنا تغيرت . لقد طرحت عادة تغيير الآخرين لحساب مشكلاتي الشخصية . إنني أعتقد أن كل إنسان ينال في الحياة ما يستحقه . . " ورد بابتسامة , عندما أصغى لها وهي تستشهد بعبارة مأثورة لابيكتيت الذي أرسله لها لحظة الفراق: " إن اتهام الآخرين بعذاباتي الشخصية لا يعني إلا الجهل . وفقدان الهوية الخاصة إنما يأتي من شخص بدأ يثقف نفسه . وإذن فلا ينبغي اتهام الذات أو الآخرين , لأن هذا إنما يحدث من شخص مثقف بالكامل " . وأضافت: " ألا ترى . . إنني لم أنس تمامًا كل شيء . ."
كان الليل قد سقط من وقت طويل , عندما وصلا أمام منزلها . وكان هو في الوقت نفسه مرتاحًا , وقلقًا . ماذا يفعل لكي يعود إلى ذلك الوقت الذي يجعلها فيه سعيدة . قالا: " إلى اللقاء " كأصدقاء قدامى . تردد في أن يأخذها بين ذراعيه وأن يقول لها: " ابقي معي . لن نفترق بعد الآن . سنعيش منذ الآن أحدنا للآخر . . أحدنا بالآخر " ومع ذلك صمت . لا خوفًا من أن يصد من جانبها كانت لديه تجارب كثيرة مشابهة , علمته أنه كان بالتأكيد صادقًا , في اللحظات التي يقول فيها أمثال هذه الكلمات ، لكنه كان في الوقت نفسه يكذب ، لأنه كان يحس بعطش إلى المغامرة , وإلى عدم الوفاء . . كان يعرف عن نفسه أنه غير ملتزم , لكنه وفي . . وفي للغاية . لأنه حتى لو أراد , فلن يستطيع أن ينسى أقل التفصيلات الصغيرة التي عاشها مع النساء اللاتي أحبهن . ولم يكن يريد أن يختار . لم يكن يريد أن ينزعج . إن لم يكن حتى الآن . .جذيها ليحيطها بذراعيه لكنه أفقدها توازنها دون أن يشعر فتشبثت بيديه فهوى معها وسقط فوقها وجائت سيارة مسرعة بقيادة أرعن فصدمتهما فماتا في الحال


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

للبكاء صدرا / بقلم / حسن الداوود الشمري

للبكاء صدرا ومذ كنت طفلا إن بكيتك بيكتك صبرا وإن أردت البكاء على صدر إخترتك للبكاء صدرا ولا أدري لما أنت يامهرة تراني لها فارسا ومهرا لما أن...