بضاعةُ ناسك
لكَ يا إلهي في الجوى أفضالُ
الخيرُ منكَ بمهجتي ينثالُ
سأزولُ لكن حبّهُ يبقى معي
ما مسَّ أوصالَ الفؤادِ زوالُ
في الليلِ حمدي والصباحُ توسُّلي
شهدَ الزوالُ وتشهدُ الآصالُ
دنتِ الجوارحُ هرولت بمتوبةٍ
فتوغَّلت فازدانَ فيها البالُ
ماذا وجدتُ إذا فقدتُ رشادَهُ
بل لم يكن إلا عليَّ ضلالُ
لم تغنني ملؤُ الفيافي فضةً
لم يغنني ذهبٌ ولا أموالُ
نَفَسي يضيقُ فلو تصعّدَ للسما
فوقَ الفؤادِ وتحتَهُ أثقالُ
أملي عليكَ فما أكونُ بدونهِ
لم تنعقد إلا بكَ الآمالُ
وأنا خلالَكَ أستريحُ بنعمةٍ
ما كان يُجدي إن أَبَيْتَ خِلالُ
فبكَ المزاجُ فما تعكّرَ طبعُهُ
يامن بحمدكَ يستطيبُ الحالُ
وأنا نسيتُكَ دونما أقصيتني
ماصابني رغمَ العمى إهمالُ
فلكَ المآبُ أؤولُ دونَ تكهُّنٍ
فلكلِ شيءٍ في الحياةِ مآلُ
وطرقتُ بابكَ بالفؤادِ بخُفيةٍ
حتى لححتُ لتُفتحَ الأقفالُ
سعّرتَ نارَكَ والانامُ بغفلةٍ
وعذابُها ذو غصةٍ أنكالُ
أممٌ مضت عبرٌ لنا فلنتعظ
فهنا لنا إذ تضربُ الأمثالُ
عقدت أياديِّ العزيمةَ للذي
فطرَ السماءَ فجدّتِ الأفعالُ
فنخافُ من يومٍ عبوسٍ كاسفٍ
فبه نجيءُ لتُفحصَ الأعمالُ
فعليكَ حِملُ بضاعةٍ مرضيةٍ
لا تبتئس إن زادتِ الأحمالُ
فمحمدٌ خيرُ البضاعةِ حبّهُ
ومودةٌ عمداؤها الآلُ
جبريلُ في دارِ النبيّ يزورُهم
وينوبُهُ في فعلهِ ميكالُ
ولمن وفى آلَ النبي بقلبِهِ
فعليهِ جناتُ النعيمِ حلالُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق