الاثنين، 28 أغسطس 2023

مَـا الحُبُّ؟ بقلم / يُـوسف مُحمد الجَـامع

 مَـا الحُبُّ؟


خَصْمَان فِي الحُبِّ لاَ قَاضٍ عَدَالَتُهُ
يَقْضِي بِهَا عِنْدَ مَا تُحْكَى حِكَايَتُهُ

هُنَا المُلَوَّحُ وَامْرُ القَيسِ جَانبهُ(١)
يَشكُو "أَفَاطِمُ" ذَا لَيْلَى عِنايَتُه

وَكعبُ يَنشُدُ بِالتَّغرِيدِ ضَالَّتهُ
"بانَتْ سُعادُ" إلَى مَنأى بِدَايَتُهُ

إذَا امْرُءٌ خَابَ في حُبٍّ هُناكَ تَرى
تَبينُ في وَجهِهِ حِينًا عَلامَتُهُ

فَالحُبُّ نَارٌ كَما تُتلَى صَحَائفُهُ
مَوضُوعُهُ الحَربُ حَيثُ الحُبُّ مَادتُهُ

مُعنعنُ النَّصّ وَالآداءِ والسَّندِ
كَم مِّن دُعَاةٍ أضَلَّتْهُم رِوايَتهُ

كَم أَنزَلَ العَيْشَ بَينَ الضِّيقِ وَالسَّعَةِ
أنسَتْكَ أزمِنةَ الأَحزَانِ سَاعتُهُ


بَينَ الحَيَاة وبَينَ المَوتِ عَاشِقهُ
يَعيشُ عَيشًا تَفوتُ الجِسمَ رَاحتُهُ

كسَافرِ اللَّيلِ لا زَادٌ يُبلِّغهُ
بَلْهَ المَلالِ وضلَّتْ فِيهِ نَاقتُهُ

فَانظُرْ بِنَفسكَ كَيفَ الأَمرُ بَعْدَئذٍ
بَدءٌ مَريرٌ وَجَارتْهُ نِهايتُهُ

والحُبّ دَاءٌ عُضَالٌ وَالبَرِيء أنَا
مِن قُطرِ حُبٍّ عَديمُ النَّفعِ قَارَتُهُ

هَلِ امرُءٌ خَابَ مِن حبِّ الإِلَهِ أخِي؟
أَحسِنْ بِمَن حُبُّ مَولاَهُ تِجَارتُهُ

وحُبُّ أحْمَدَ خَيرِ الخَلقِ كُلِّهِمُ
وَهْو الشِّفاءُ لنَا جَلَّتْ جَلالَتُهُ

فَاختَرْ لِنَفسِكَ بَينَ الحُبِّ أَجمَله
هَذَا نِهايَةُ قَولِي أَوْ خُلاَصَتُهُ

١-قيس بن الملوح(مجنون ليلى)
يُـوسف مُحمد الجَـامع
(رَجل أبكَـاه القَـدر)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بدر السماء / بقلم / محمد حمد النيل

بدر السماء بقلم محمد حمد النيل أيسهر البدر كالأم الحنون على أبنائها راعياً أفلاكه رعيا يضفي عليهم حناناً دافقاً لهفاً يسعى إلى ضمهم في صدره ...