فتصبح
الكاتب
محمد بن الامير عبدالله
قال تعالي في الاية ٦٣من سورة الحج ((..... فتصبح الارض مخضرّة .....)). صدق الله العظيم يعني ايحاء الاية الكريمة بأن المطر قد نزل على الارض ليلا وقد اتى الصباح ندي بأشراقته الجديدة كي يبشر البشرية بان صباحا مشرقا قد اتاهم تكريما من رب البشرية وقد بدأت الارض تأخذ زخرفها في النمو وتخضر .اصبحت ناعمة والخير قادم فالخضار يحمل النظارة والرياض تشوبها انواع الورود برياحينها التي تطّيب النفوس والغابات الزاهية تتخللها المياه الجارية وتكثر فيها الطيور وحتى الحيوانات بأنواعها كل ذلك المشهد هو الذي يسر النفس البشرية التي قد تعبت من السعي في مناكب الارض طلبا للرزق وتحتاج الى فسحة من الراحة . نلاحظ دائما بأن موضع التفاؤل يكون مساق او منسوب الى الصباح . فدائما كل البشرية متفاءلة بأشراقة الصباح . هذا التبشير تم ارساله من الله سبحانه وتعالى الى كل البشرية فصار فاتحة خير وسنّة لعباد الرحمن بأن يبدأوا عملهم من الصباح الباكر طالما ان الله سبحانه بدأه من الصباح بزخرفة الارض من خلال الخير والرحمات ( المطر النازل ) . كان هذا فعل وكرم ورزق رب البشر لعباده البشر . فماذا علينا ان نفعل نحن البشر ؟ علينا ان نتأسى بما لمسنا نحن البشر ونسخّر الطبيعة بما يخدم ابناء جنسنا من البشر والشجر وحتى الطيور وجميع الحيوانات ، بحيث لا ضرر ولا ضرار . علينا ان نتعامل بالحسنى في كل شئ بيننا كأُسر وعوائل وعشائر ومدن ودول وطوائف واديان . علينا ان نتعايش ونتعامل بالحسنى ونترفع عن التزمت والتعصّب والانجرار وراء الفتن التي تهدف الى خراب العالم ونبذ كل خلاف او تعنصر . علينا أن نبدأ بالتعامل المرن وحسن التصرف ابتداءا من العلاقة الزوجية في الاسرة وصعودا الى مستوى دول العالم في اصقاع الارض ودائما السلّم يبدأ بأولى الدرجات . هذا هو ديدن السلام !!! وقد اوضح الشارع جل في علاه كل ما نحتاجه من معرفة مالنا وما علينا في كل علاقة . فهل نبدأ كلنا بفاتحة السلام ونلغ الشرور خلفنا ونركن الى السلام والمحبة في كل شئ ونلغي العنف والتطف السمج الذي رفضه الله سبحانه وحرم الظلم على نفسه ثم علينا وهو جزء من الظلم وبيرقه وعماده علما انه منبوذ من قبل الجميع ظاهرا على الاقل وهناك من يتبجح بنبذه مدعيا السلام ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق