الأربعاء، 7 يونيو 2023

نَفَقُُ من الخَيال / بقلم / عبد الكريم الصوفي

نَفَقُُ من الخَيال

صَبيٌَةُُ يَزهو بِها الجَمال كَما يَفخَرُ
لكِنٌَها لِلحَياةِ حَولَها كَم هيَ تُنكِرُ
تَقولُ ما لي بِكُم يا قَوم ... تَستَكبِرُ
قَد غَرٌَها جَمالُها فأستَرسَلَت بِكِبرِها تَجهَرُ
تَهافَتَ الفُرسان ... يَخطبونَ وِدٌَها وأستَنفَروا
تَقولُ لِلخاطِبين ... أوهامَكُم يا وَيحَكُم تَكبُرُ
قَد تَناهى إلى مَسمَعي أمرها ... فَشاقَني التَحاوُرُ
فَقُلتُ في خاطِري ... أقَصقِصُ من جَناحِها ريشَهُ أو لَهُ أكسُرُ
رَصَدتها بينَ الحُقولِ تَخطُرُ
يالَلجَمالِ حينَما لِلجَمالِ نَفسِهِ يُبهِرُ
لِلَحظَةٍ ... راوَدَ مُهجَتي الوَجَلُُ ... هَل هذِهِ مَلَكُُ مُنزَلُ ؟
أم عَلٌَها حوريٌَةُُ قَد أُرسِلَت كي يُؤمِنَ البَشَرُ ؟
فَقُلتُ في خاطِري ... دَع عَنكَ هذا يا فَتى ...
إذ رُبٌَما حينَ الحِوارِ تُخذَلُ
لكِنٌَها لَمَحَت تَرَدٌُدي فأشرَقَ وَجهَها ... والغُرورُ ظاهِرُ
قالَت ... هَل أنتَ منهُم أتَيتَ تَطلُبُ حُظوَةً عِندي ؟
يا وَيحَكَ ... من قَبلَكَ كُلٌُهُم أمهَرُ
أجَبتُها ... إنٌَما وقَفتُ كَي تَعبُرين ... كَذا الحَياءُ يَأمُرُ
هَيٌَا اعبُرِ ... فَأنا من سَخافَتكِ أكبَرُ
فاستَنكَرَت ... وقَطٌَبَت جَبينَها ... تَقولُ في نَفسِها من ذلِكَ المُكابِرُ ؟
صَرَخَت ... هَل تَرغَبُ في إهانَتي وبالسُبابِ تَجهَرُ ؟
أجَبتها ... بل إنٌَكِ مِنَ السُبابِ أصغَرُ
غَضِبَت واحمَرٌَ وجهها حَنَقاً والدُموعُ أوشَكَت تُهمَرُ
خاطَبتُها ... هَيٌَا اعبُري ... أم أنٌَني قَبلَكِ أعبُرُ ؟
تَهَدٌَجَ صَوتها كَأنٌَها تَستَعبِرُ
وتَأمُرني بالعُبور ... ؟ ... يا وَيحَكَ حينَما تَأمُرُ
كَأنٌَكَ فارِسُُ ولِلسِلاحِ تُشهِرُ
أجَبتها ... مَن يَشهَرُ سِلاحَهُ ... والمَهرَةُ تَصهَلُ ؟
قالَت إذا ما لَكَ تُهينُني كأنٌَني من بَعضِها العَساكِرُ ؟
ضَحِكتُ من قَولِها ... وشاقَني التَنازَلُ
أجَبتها ... إنٌَني أمزَحُ ... يا ويحها المَشاكِلُ
قالت ... وهي تَمسَحُ دَمعَها ... يالَلمُزاح حينَما يُثقِلُ
إن يَكُن مُزاحُكَ هكَذا ... فَجَدٌُكَ ما يَفعَلُ ؟
وأسبَلَت لي جَفنَها ... لَعَلٌَها قَد شاقَها الغَزَلُ
فَقُلتٌ مَرحى لَها شَمسُ الأصيل .... وتِلكُمُ السَنابِلُ
تُلقي عَلَى وجهكِ نُورَها فَيُضيء ... بَدراً ويَكتَمِلُ
وشَعرَكِ كالأُرجُوانِ تَوَهٌُجاً يُشعَلُ
والجُفونُ إذا أسبِلَت سَحَرَت
والشِفاهُ حينَما بَرَزَت ... كَأنٌَما تَشوقُها تِلكُمُ القُبَلُ
فأطرَقَت غادَتي يَشوبَها الخَجَلُ
هَمَسَت ورمشها يَرعَشُ والجُفونُ تُسدَلُ
هَل بَيتكَ في الجِوار ... أم تَراكَ راحِلُ ؟
قُلتُ بَل في الجِوار ... والأهلُ لِلفَرحَةِ يَنظُروا
والشُهودُ في الطَريق ... كُلٌهم حَضَروا
مَسَحَت على شَعرِها ... مَرحى لَهُ التَخَيٌُلُ
نَفَقُُ من الخَيال ... تاهَت بِهِ ... يا وَيحَ نَفسي حينَما تَأمَلُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دموعي / بقلم / صباح خالد

  لم ترَي دموعي حين كنتُ أُقاتلُ من أجل قلب بالهوى كان يذوبُ رأى سلاحي بعد أن هدأ القتالُ فظنَّ أني عدوٌّ فكان قاتلي وأنَّ قلبي صار أرضًا بل...