في يوم الأب أقول :
إذ كيف أقْدُر قدرَكم وأنا الذي
لولاكَ ما شَهِدَ الوجودَ جميلا
سَل عنه أرحامًا تَكبّد وَصْلَها
فتجيبُك الأرحامُ كان وَصُولا
لم يُثْنهِ نأْيُ الديارِ وشُغلُه
عن أن يجوبَ سهولَها والنّيلا
يَمضي لِيسألً عن قريبٍ شاردٍ
لو كَلّف التَّرحالُ شهرًا طُولا
ما كانَ ما في جَيبْهِ أبدًا له
بل كان سَمْحًا كالغَمامِ هَطُولا
ويَظلُ يَنصحُ " لو أتاكَ بضامرٍ
يرجو النّوالَ فلا تَكُنْهُ بَخيلا "
يَدعو إلى الأخلاقِ دومًا قائلاً
أَبُنَيّ لا تكُ عابسًا وجَهولا
ويُقلّبُ الأشعارَ يطلبُ حكمةً
ويخصُ شوقي مَن أجادَ القِيلا
"واذا أُصيبَ القومُ في أخلاقِهم
فأقمْ عليهِم مأتمًا وعويلا"
أما الصلاةُ ومسجِدٌ يهْفو له
قبْلَ الأذانِ مُهَلّلا تَهليلا
فيَرى بِعَينِ الحُبِّ قُرّةَ عينِه
في سجدةٍ للحقِ تَعْذُبُ طولا
لِلفجرِ يوقظُنا ويا ويحَ الذي
قدْ نام مُتّخِذَ الفراشِ سبيلا
وإذا الكتابُ ذَكرتَ فهْوَ أنيسُه
في كلِّ عشْرٍ يختمُ التّنزيلا
فهْو الشفاءُ لِمَن أراد وِقايةً
وهْو النجاةُ لمن يَرومُ وُصولا
علمتَنا حُب القرآنِ وحفظَه
وتدبر الآياتِ والتأْويلا
ربيتَ يا أبتاهُ ، حققتَ المُنى
قد كنتَ للنشءِ الصغارِ دليلا
وأمَرْتَ بالمعروفِ غيرَ منَفّرٍ
فرُزِقْتَ حُبًّا : شِيبةً وكُهولا
يارب فارحمْه فأنتَ حبيبُه
مَا مَلّ ذِكرَك بُكرَةً وأصِيلا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق