ترياق الغياب
عند حضورك يُنثر الورد على أرصفة الشغف وينحني الكبرياء ...تهتزّ أوتار القلوب على وقع ترانيم السّكون ويضجّ الصّمت محتفيا ...
تتهافت صور من الدّهشة ...
فللّه درّ اللّقاء ما أعجب ما ينثره بداخلنا من سوْرة الانبهار ...تأخذنا أطياف من عبير نحو المرتقى ونسبح على موجة من هفيف الكلمات... همس يحتوي فضولنا لينساب معه وكأنّنا روح بلا جسد يثقلها ...
عند اللّـقاء بمن يشاطرنا النّبض ،.ندندن أغرودة على ضفاف جسر يمتدّ بنا نحو المنتهى ونكون قد اكتملت فينا كلّ منقصة وغضاضة ...
ليس كل الحضور حضورا ..
فإنّ ذاك الشّطر الثاني منّــا ، وحده يفهم الهمس ويسمع صدى الصّوت بأعماقنا ...ذاك الذي يجيب عن السّؤال قبل أن يطرح ويبدّد الحيرة قبل أن تكون ...
...تختفي الحيرة خجولة وينسحب الاستفسار وينحسر الضّباب في غياهب الغياب ..حضور مؤتلق مونق يربّت على قلوبنا وينتشلنا من أقبية النّسيان ...تلتمع بيننا شعلة من الانسجام فنقتات من معين الهمس وتربض معنا السّاعات في هدنة من يومها ترتشف معنا الأنس والدّفء شوقا إلى زمن الصّفاء ...
يرقّ القلب وتنصهر فيه نداءات كانت تستعجل الحضور وها هي الآن تتمنّى لو تستلّ عقارب السّاعة من جدار التّزمين لتجتثّ من التّقويم ما يرمّم جروحا غارت آثارها على سحنة الشّوق ... تنبسط أسارير الحلم وتحتفي الأمنيات بانسكابها على مساحات واقع كان بالأمس القريب غريب الهيأة متطفّلا على غضاضة كينونتها ...تتهادى نحوها أطياف أمل كانت قيد الأسر والإنتظار ..وتطلّ الوعود من شرفات الإنساء ...
نعيمة برقاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق