الجمعة، 28 أبريل 2023

سنينُ العمرِ / بقلم / هاني ناصيف

 الشاعر هاني ناصيف


أَرِقَت سنينُ العمرِ بعدَ توهمِ
وكأنَّ أطوار الحياة كبلسمِ

ألقت عليَّ من الهموم ستائرآ
في كل أنحاء الخلايا وأعظمي

لا شيء مرَّ على الفؤاد فَهَمُهُ
جبلُُ فبات كمثل صخرِِ صمصمِ

عجبآ لقلبِِ كيف يُخفي همومه
برداء أحزانِِ بليلِِ مظلمِ

موجُُ تلاطم في الفؤاد محركآ
تصوير تاريخ الحياة المُبهمِ

ليعيد أطوار الحياة بلحظةِِ...
كم مرَّ فيها من الوجود الأكثمِ

ثم أنقضى بتمام حولِِ كونه
أنَّ التمام به إنقضاء الأَجرُم

والكل في هذي الحياةِ مصيرهُ
كمصيرِ أسلافِ الملوكِ المُعلَمِ

والناس تلقف في الحياة وجودها
.وهمآ على وهمِِ كرسمِِ طيسمِ

ظنوا بأن وجودهم خُلدُُ همى
والنور يلمع في خيالِِ هيثمِ

حتى تلاشى بهم خيالُُ أجردُُ
ساروا بها سيرَ العُميِّ بديهمِ

مرت بهم عيس الجديس بومضةِِ
باعوا الجواهر والحقيقَ بدرهمِ

لم يبقَ منهم في الحياة مخلدََا
إلا المواعظ بالتراث المُفهِمِ

حال الوجود كحال نفس أُرِقَت
.خُلِطَ الزعافُ بها بِمُرِّ العلقمِ

خاضت حروب الفانيات فأظلمت
باتت طعامآ في الفلاء لِقشعَمِ

وَنَسَت بقاء الصالحات فأجهشت
عند اللقاء بدمع حزنِِ دائمِ

فهي الحياة طوت شعوبآ أغرقت
.كلَّ الأناس ببحر ماءِِ طمطمِ

مرت عليها من الكوارث أَعصُرُُ
والناس عاشت في الغرور الأيهمِ

والأرض ضجت من أجيج شرورهم
حتى استحلت بالفناء المعدمِ

فمضت حضارات البلاد ببغيها
عند اصطدامها للبقاء بِسُلَم

والناس تمضي والحياة مريرةُُ
والنفس تحيا في الفناء القائمِ

هاني حسن ناصيف(سورية)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

غَباء وغَوْغاء / بقلم / سلوم احمد العيسى

غَباء وغَوْغاء كَمْ مِنْ غَبِيٍّ جَهولٍ لا اعتَبارَ لَهُ قَدْ طَبَّقَتْ أُفُقَ الأخْبارِ شُهْرَتُه بفَضْل حَمْقى،وأَغْثاثٍ يَرَونَ لَهُ فضْل...