الأحد، 30 أبريل 2023

هذا هو الحبّ / بقلم / فاتن مصطفی دیاب

کنت تلكَ الفتاة صاحبة ال16عاماً الحالمة والخجولة

أقف علی ذلك الشباك فی المطبخ فی بیتنا الصغیر الحمیم
الذی تربیت فیه أنتظر إإلی أن یطّل ویرفع نظره صوبي
کنت أقطن بالطابق الرابع وهو في الطابق الثاني فی المبنی
الملاصق کنت أتحجج للدخول إلی المطبخ
کنت لا أتململ ولا أتذمر حین تطلب أمي أن أنظّف المطبخ
ولا أعترض حین تتقاعس أختي عن القیام بذلك
کان هدفي الأول والاخیر أن أراه،أن یقف علی البلکون وأنا
قُبالته
لا هّم ولا غّم ولدان یعیشان لحظات أستراق نظر لا أکثر
وکانت تلك اللحظات هی الأجمل وکأننا نعیش فی قصة
سندریللا التی تنتظر أمیرها
کان یرتدي البذّة العسکریة وکأنّه فارساً من فرسان القرون
الوسطی
کنت أشعر أنّ لولاه لخربت الدنیا وکأنه هو المدافع الوحید
عن الوطن
لم یکن طویلاً ولا عریض المنکبین کالآتین من قصص
الأبطال
لم یکن وسیماً ولا مُلّون العینین ولا أشقر الشعر
کنّا أصحابی وأنا نتقصّد التنزه فی الحّي بین الأزقة وفی
الزواریب فرحّین ،نصولُ ونجولُ وکلّنا یقین أنّنا سنلتقي به
یتثاقل في مشیته یرافقه أصحابه، مکتفین بالنظر والإبتسامة
الطفولیة والتلفت دون أن نتکلم أو یبدی أحدنا إعجابه
بالأخر
کانت هذه الحیاة بالنسبة لنا وهذا هو الحبّ
"فاتن مصطفی دیاب"
لبنان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مظلة الحب / بقلم / عقاد ميلودة

  مظلة الحب مظلة الحب لما تغطينا تفتح المشاعر ينابيعا تسقينا تنسينا ما مضى وتحيينا همسات مدوية تسافر بنا لعالم متفرد خلق لأجلنا حبيبي لم تنط...