ظمآن يا طيفها
ويا روحي الولهان ، ظمآن
لما يصدح من شفاها
وترسمه بنانها
وكل صبابة في غرامها
ظمآن
يا منية الاشتهاء هاتيها
هاتي الحروف كلها
حرفا حرفا ، هاتيها
وهاتي أسرارها
هاتي الكلمات وجمالها
غُناها ، فنونها
رُضابها
رحيقها ، خمرها
كل ما يقطر من فيها
هاتيها ؛
شهدها ، لذتها ، غدقها ، إروائها
كل ما لها منا وكل ما لنا فيها
فنحن وإن كنا على جمر
أو ظلام أو قحط أو جوع
أو أوجاع
لا حياة لنا إلا بها فيها
الحب كلمة ، نقضي العمر
يا منية الروح
نستجلي أحساسها ، معانيها
مشاعرنا فيها
تفوح منا عطرا حين نعصرها
وحين نرشها ونُشريها
سنابل وحقول غناء حين نذريها
فكيف كيف لا نكون بها
وكيف لا نتوازن في مجاليها
أحاسيس تنتز من أول الهمس
فاتحة للروح
تمتز بما في الشجون
أولى الحروف تصدح بها
وحسبنا أن نذوب في صداها
إن لم نرتشف مغانيها
ما الحب ؟ إن لم يكن نغمة
لجملة حواس لا تنام
يكتوي بنارها القلب
في أريكتها تنزوي الروح
ولا تخشى مُلام
أجمل ما فيه أحلى ما فيها
إذريها وأقطفي من ثمارها
صِلي الوصل
الحروف ببعضها ، صليها
وامنحي حنانك لما بين الألف والنون
من صلات
في مبتدأ الأمر وفي منتهاه
وبما في بقيتها
من وشائج حنان وحب ، واسقنيها
من شهد عيونها وخدها
شفايفها ، جناينها ، نعيمها
سمائها ، أرضها ، وكل حلاوة فيها
ــــــــــــــــ
.
عبدالعزيز دغيش .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق