الاثنين، 6 مارس 2023

أطلت / بقلم / نواف عبد العزيز

 أطلت

صـبـاحٌ مـا أُحَـيْـلاهُ صـبـاحـــا
تـبـسَّـمَ سَـعْـدُهُ والـبِـشْـرُ لاحــا
أَطَـلَّـتْ بـيـن أزهـارٍ تَـهـادى
فَـرَفْـرَفَ عَـنْـبَـرٌ مـنـهـا و فـاحــا
وأسْـكَـرَتِ الـربـيـعَ بـخَـمْـرِ دَلٍّ
وأَنْـعَـشَـتِ الـزَّنـابِـقَ و الإِقـاحــا
وغَـنَّـتْ فـالـبـلابـلُ مُـصْـغِـيـاتٌ
وقـد طَرِبَتْ بما سَمعَتْ صُداحــا
أطـلـتْ بـيـن سِـرْبٍ مِـنْ مِـلاحٍ
وكُـنَّ كَـظِـبْـيَـةٍ رُدْنَ الـمَـراحــا
وكـانـتْ بَـيْـنَـهُـنَّ كَـمِـثْـلِ خـالٍ
يَـزيـنُ الحورَ والـغـيـدَ الـمِلاحــا
تُـدَوِّخُ بـالـعـيـونِ السـودِ جـيـشـاً
تَفُلُّ بِلَحْظِها البيضَ الـصِّـفـاحــا
تَـتـيـهُ بِـقَـدِّها الـمَـمْشـوقِ غُـنْجاً
تَـغـيـظُ بـه الأَسِـنَّـةَ والـرِّمـاحــا
يَـضـوعُ إذا تَـثَـنَّـتْ فَـوْحُ طـيـبٍ
يُـزَكّي مـا يَـحُـفُّ بـهـا نَـفـاحــا
كـأنَّ الـريـحَ هـزَّتْ غُـصْـنَ بـانٍ
فَـعَـطَّـرَ مِـسْكُه الـعَـبِـقُ الرِّيـاحــا
وقَــدٍّ قَــدْ يُـزَيِّـنُــه وِشـاحٌ
ولـكـنْ قَـدُّهــا زانَ الـوِشـاحــا
أُحـاوِرُهُ بِـطَـرْفِ الـعـيـنِ رَشْـقاً
يُـلازِمُـهُ الـمَـسـيـرَ ولا بَــراحــا
فـأَقْـبِـسُ مِـنْ مـعـانـيـهِ انْـتِـحـالاً
وأَشْـعُـرُمِـنْ قـوافـيـهِ اقْـتِـراحــا
فَـأَفْـحَـمَـنـي الـقَـوامُ فـكُـنْـتُ عِياًّ
ولـم تَـبْـلُـغْ قَـوافِـيَّ الـطِّـمـاحــا
كـأنّ لِـكُـلِّ جـارِحَـةٍ لـسـانـاً
بَليغَ الـقـولِ قـد عَـهِـدَ الصَّحاحــا
فـمـا أحلى أمـيـرَ الـشِّـعـرِ جِسْماً
ومَـنْ تُـلْـقـيـهِ أَلْـسِـنَـةً فِـصـاحــا
أطـلـتْ فـانْـتَـشـى قـلـبٌ كـئـيـبٌ
وعـاوَدَ بـعـد كُـرْبَـتِـهِ الـمِـراحــا
ونـفَّـضَ عـنـه آصـاراً ثِـقـالاً
وعـانـقَ مِـنْ مُـحَـيّـاهـا ارْتِـيـاحـا
أطـلـتْ كـالـقَـراحِ لـقـلـبِ صـادٍ
وما أحلى على الـظـمإِ الـقَـراحــا
وإنـّي كـان يَـخْـدَعُـنـي سَـرابٌ
يَـزيـدُ بَـريـقُــه قـلـبـي الْـتِـيـاحــا
فـلـمّـا أَسْـفَـرَتْ عـن وجْـهِ سَـعْـدٍ
وأَسْـقَـتْـنـي بِـراحِ الـكَـفِّ راحــا
أَسَـرَّتْ بـعـد مـا عـانـى فـؤادا
ورَوَّتْ مُهْـجَةً وشَـفَـتْ جِـراحــا
وقـالـتْ هـاكَ مـا تَـبْـغـي دَواءً
تَـقَـنَّـصْ مـا تـشـاءُ ولا جُـنـاحــا
فِداكَ الـرّوح إنْ أَخْـلَصْـتَ وُدّي
وقـلـبـي هـاكَـهُ وِرْداً مُـبـاحــا
فـطـرت بـهـا وكانـت لي خـيـالا
وطـارتْ بي وكُنْتُ لها جَـنـاحــا
سَـلَـوْتُ بـهـا عَـنِ الـدّنـيـا كأنّـي
سُقيتُ بكأسِها الخَمْرَ الـصُّراحــا
كـذاكَ مـسـاؤُها يُـنْـسي هُـمـومـاً
ويَجْلو النفسَ بَـسْـطاً وانْـشِراحــا
ويَـشْـفـي غُـلّـةَ الـحَـرّانِ شـوقـاً
ويُـبْـرِئُ ثَــمَّ أفـئِـدَةً قَــراحــى
فما أحلى مِـنَ الـخـدِّ اغْـتِـبـاقـاً
وما أحلى مِـنَ الثـغـرِ اصْطِباحــا
ومـا لـيـلايَ لـمّـا أنْ أطـلـتْ
سِـوى روحٍ أعـادتْ فِـيَّ راحــا
فـيـا سُـعْـداكَ يا قـلـبـي بـلـيـلـى
ويـا سُـعْـدايَ قـد نِـلْـتُ الـفَـلاحــا
م . نواف عبد العزيز
( أبو عادة )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من أنا / بقلم / أم شذى وليد السماوي

  من أنا طائر بلا جناح من أنا ورق شجر هبت عليه الرياح من أنا ميت قلّ عليه النواح من أنا صمت قلبٍ مذبوح من أنا أنين قلبٍ مجروح من أنا دمع عين...