الثلاثاء، 28 فبراير 2023

عودوا لما كنتم / بقلم / حسين الميرابي

عودوا لما كنتم

بين نعيم لا أعرف، وشقى
الواقع عشت الطفولة اتأرجح
لا أأوِ الدار إلا وكل حي قد أوى..
"الدارة" أين كنت الهو مرح
بيوم رأيت طيور ليست لنا
برية أتخذ سقفنا مطرحُ
خلعت "وظراً" بعد عنا
وقبلته. حجراً وقاسمته الفرحُ
وهلة وغدا أول من خانني ..
حلق بجانبهم هامساً إبرحوا
لتخبرني. قف يا قلم هنا
تدمل أم تُنزف ذكرياتي القَرح
هل هناك من قرأها ولامني ..
أم ما من يقرأها إلا وينشرح ..؟!
حسناً. أكمل مسمعاً من عافني
رغم الخيبة، ودعتهم ملوحُ
فما كانت الغنائم تهمني
جَنحت معتقداً كالنعاج يجنَحُوا..
فإذا منمقًا:"اَفتقر لمن يقودني"
قالها وأهماً أهله بتأديبه أفلحوا
وبخه ما كانت ستطيش رميتي
لو لم أكون أخشى أمي تلمح..
ولم يسقط الدار فوق رؤوسنا
كما لم أحظَ بما كنت أطمح
وإذا وجدته بائسا في غناء
عما يوجج ناراً بصدره وتلفح..
حبيبٌ طاله الشر إلى الفناء
فتشرد بعده هجر داره وفر نازحُ..
أو غير ذلك. كم من شرور هنا..؟!
كم من له على قيد الحياة شرحوا..!!
و آسيه .. "مصابكم مصابنا"
وصيغ ما تبقى، يخفف الطفح
هي الطفولة مما يبدر مننا
اللهو مغزانا .. والحب أرجح
و لولا البراءة، وصغر فكرنا ..
لما أقدمنا على فعل ما يجرحُ
ماذا لو عدنا إلى سابق عهدنا
جميعنا أطفال كلْ همنا المرحُ ..؟
سنحفر الأرض بكفوفنا وربما
بالنهاية نختلف على شكل المسبحُ
وعلى أثر الخلاف سنهد البناء
لكن بعد ذلك سنصغي لناصحُ
سنفترق بعد أن كنا واحدا لكننا
سننهمك كلٍ غايته يكون الأنجحُ
ساعات .. وما من أحد مننا
إلا و زمجر بما شيد يتبجحُ
ثم بضراوة سندمر جهدنا
أثارنا رديء الصنعة لكنه الأفصح..
بعد ذلك و اللعب قد أنهكنا
سنفترش التراب كما نُمنا سنصبح
لا تسألوا كيف لنا ..
وما نعرفه عن الوجود سوى لنا مسرحُ
كيف سنسكت أمعائنا
ويأمن من يرتجف حين الكلاب ينبحو..!!
سينقادوا الخلائق حتى الفلا
ستنبت وحدهم إبليس والبشر يجمحو..
(رحمان، لطيف بعباده)رأفة بنا
سيأمرهم نأمن وما نريد يسمحوا
و يدركوا عنفنا رقص والضجيج غناء
طيور الجنة حتى من ظلهم يستحوا
سيتطوعوا حتى القرود يدنو القناء
ولألا نرتعد لن يعودُوا الخراف يتناطحوا.
قلم/حسين الميرابي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حضورك وأنا / بقلم / زين صالح

  حضورك وأنا لماذا عليّ أن أحضــــر ؟ دعني منك ، أيها الساذج ،،، وعودك باطلة ، ومن الثرثرة تكثر ... هوّن عليك يا هذا ،،، يا صديق أبليس ،،، ي...