السبت، 29 يوليو 2023

بين الحقيقة والسراب / بقلم / ليلى جمل الليل

 قصة قصيرة

بين الحقيقة والسراب
الجزء الثانى
الكاتبة/ ليلى جمل الليل
تناولت الهاتف، وهي تفكر بذاك الشخص هل تزور صفحته، أم تتجاهلها، وكانت المفاجأة رسالة لطيفة جميلة من سليم يقول فيها:
إلى سراب طائر حزين
نأسف أنك غادرتينا والنقاش محتدما بيننا أعذريني!! فلقد تجاوزت حدود اللباقة معك
أعتلتها ابتسامة استغراب ودهشة معا، ثم شعرت بالرضا، تنهدت بإنتصار، لابد أنه على خطأ، وأنه يدرك الترهات التي يروج لها والمزاعم الجوفاء لا تصلح لهذا الزمان.. تمتمت /زمن الفتن/
كتبت تعليقا تقول:
((لا باس عليك طالما أعتذرت، جميلا أنك غيرت رأيك، فيما تروج له..))
لم يلبث ساعة إلا واستلمت إشعار من الصفحة، رد على تعليقها سليم قائلا:
(( اعتذرت لك عن المشادة الكلامية، سيدتي لا عن رأيي، لست مروجا.. أنا أعتنق كل كلمة أكتبها وعلى يقين بها))..
عجزت عن الرد، كانت الكلمات تحمل نبرة قوية عبرت الحدود بين عالمين، شعرت بصدى صوته.. يرتد إليها..
لم تفهم لم بضع كلمات عبر الفضاء الأزرق، تجتاح عالمها الرتيب..
قاطع صوت الهاتف ذاك الصمت الذي توشحت به، لطالما أحبت الخلوة، التي باتت لها واحة في صحراءها، وإذ بها إيمان ابنة عمها، راحت تثرثر لها وتشتكي همها، فقط كانت تحب ابن عمها عامر فقد سميت له من الطفولة، لكن والدته كانت لا تطيقها البته، حدثت إيمان عبير، عن توجسها أن زوجة عمها قررت خطبة بنت آخرى، طمأنتها عبير قائلة:
(( كل شيء قسمة ونصيب، إن كان لك فسيكون، بددي القلق وحضري لنا كوبين من الشاي بالحليب وتعالي.. انتظرك في باحة المزل)).
كانت عبير تسكن مع كل عمامها في بيت كبير مقسم إلى أجنحة، وبيت الجد محيط بهذا البناء الحجري اليمني وقد لم شمل جميع أفراد أسرتها، تحت سطوة وجاة جدها/ الشيخ محمد/ صاحب أكبر ورشة المونيوم في المنطقة..
انهت الشاي مع إيمان.. وتعبتا من الثرثرة.. عادت عبير إلى البيت ووجدت هناك زوجة عمها أم عامر جالسة قرب والدتها، منظر اعتيادي لكن تحديقها المستمر مع ابتسامة عريضة، اربكت عبير وأحرجتها أيضا وهي تسرد عن صفات ابنها عامر، وكيف نال استحسان جده.. إنه المعهود بالحلوس خلفا لجده وتولي رئاسة الورشة، كانت عينا أم عبير تلمع، وهي تحدثهما عن مميزاته ووسامته، وتهافت البنات عليه، من داخل العائلة وخارجها..
ثم تلتفت إلى عبير وتحدجها بنظرة تأمل تارة وتارة استحسان، حتى تضايقت عبير فقد فهمت المغزى واشفقت على إيمان، نهضت بعد أن استأذنتهما متوجهة إلى غرفتها، أخذت الهاتف في لحظة شعرت بها أن الحياة
على مهب الريح، لقد كانت مشفقة على إيمان، لذا كتبت على مضض منشورا على صفحتها ..
(( إن تحطيم قلبا أسهل من تحطيم كأسا زجاجيا، أخبروني أين هو الإنصاف إذن؟!..))
لم تكاد تكمل العبارة، حتى.. يتبع
إلى اللقاء فى الجزء الثالث


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق