السبت، 29 يوليو 2023

زمن الصعاليك / بقلم / ادريس العمراني

 في زمن الصعاليك

كلام على جدار الصمت
صارت لغة الضاد و العروبة
نداء يتيم في سماء فارغة
صراخ وراء حائط الموت
في الشفاه ضمأ يكسو الغروب
و بين الأنامل أقلام جافة
صمت يحاكي عثرات الليل
و القصيدة على كرسي الرفض
تبحث عن خيوط اللغة و البلاغة
الحروف غارقة في وحل الركاكة
فقدت قواعد الصرف و الحياكة
غابت فينا عذوبة اللسان
غابت نشوة الفصاحة و البيان
أين نحن من صحيح الكلام
القصائد تحكي الأسى
دموع و هموم تبلل الأوراق
عتاب و فراق و لحن لا يطاق
في زنازن الخيانة و الخذلان
أين تعابير كانت تخترق الظلام
يوم كان الحرف صناعة
لا يحتاج وشم و لا طباعة
حولوها سلعة و بضاعة
صارت موتا فوق ورق حزين
ضاع الحرف و تكسرت المعاني
أين صهوة الحبر و الأقلام
غاب شجو الحمام
صوت البلابل و السنابل
يوم كان الحرف له لسان
يحول البياض إلى ألوان
بضاعة غابت فيها القواعد
ففيما تفيد كثرة المعاهد
عيب أن يتكسر عمود التواصل
عكاز النطق و التفاعل
زمن اختلط فيه الفعل و الفاعل
اختفى الرمز بين النقط و الفواصل
لم نعد نعرف كيف ننطق و نكتب
ماذا نشكل و ماذا نعرب
ماتت الكلمة في الأفواه
فقدت معناها فقدت الاتجاه
مقاهينا...أسواقنا..مطاعمنا
جداراتنا تحمل كلام غريب
لافتات و تعبير رهيب
فرضت مكانها في وطن
صارت هي الأصل و الكل غريب
و رغما عنا نراها نقرأها و نبتسم
حتى لا يقال أننا لا نعرف
حتى لا يقال أننا شعب متخلف.....
ادريس العمراني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق