اِخْتِيَارُ الدّهرِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
لِلدَّهْرِ أيْدٍ تَرْسِمُ الأقْدَارَا
وَ النَّفسِ مَيْلٌ يَخْلُقُ الأعْذَارَا
مَا مِنْ سَبِيلٍ كانَ اِسْتِثْنَاءً
مَا مِنْ فَهِيمٍ يَغفَلُ الإصْرَارَا
في مَعْمَعَانِ العُمْرِ و الأحدَاثِ
قد تُطْلِقُ الأفكَارُ مِنْهَا نَارَا
إمَّا على الأشيَاءِ في مَبْنَاهَا
أو صَوبَ ما يَسْتَقْدِمُ الأخطَارَا
هَذا سُلُوكُ النّاسِ في دُنيَاهُمْ
لا يَنْبَغي أنْ نَجْهَلَ الأسْرَارَا
فِي كُلِّ أمْرٍ وَاقِعٌ مَفْرُوضٌ
لَا بُدَّ مِنْ فَهْمٍ لَهُ إنْ صَارَا
هَلْ مُمْكِنٌ تَطْبِيقُهُ فِي فِعْلٍ
كَي لَا نَعِيشَ الوَهْمَ أو نَحْتَارَا؟
هَذا السُّؤالُ المَنْطِقِيُّ, الدّاعِي
لِلْحِرْصِ كَي نَسْتَدْرِكَ الآثَارَا
مِنْ دُونِ هَذَا يَصْعُبُ اسْتِمْرَارٌ
لَو أنَّنَا شِئْنَاهُ اِسْتِمْرَارَا
فَالدَّهرُ قَاسٍ مُهْلِكٌ أحْيَانًا
رَمزٌ لِغَدْرٍ, يُتْعِبُ الأفْكَارَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق