الجمعة، 29 نوفمبر 2024

ما كتبتُ الشِّعرَ / بقلم / محمود مفلح

 أنا ما كتبتُ الشِّعرَ كي أتَشَدَّقَا

أوَأَنَّني جَارَيْتُ فيهِ لأسَبَقَا!
أنا لا أُحِبُّ الشِّعرَ بوقَ عَشِيرَةٍ
بل لا أُحِبُّ الشَّاعِرَ المُتَخَندِقَا!!
أنا لا أُحِبُّ الشِّعرَ أقرأُ ساعَةً
لأعودَ من عُسرِ القِراءةِ مُرهَقَا….!!
أَحْبَبْتُ شِعرًا كَالطُّفُولَةِ ناضِرًا
أو جَدْوَلًا مُترَقرِقًا مُتَدَفِّقَا
يدنُو مِنَ القلبِ الكَسِيرِ يَضُمُّهُ
ويهزُّ فيهِ الحُبَّ حتَّى يَخْفِقَا
يأتِيهِ مَحمولًا على إيقاعِهِ
يهديهِ قُبلةَ عاشِقَيْنِ وزَنبَقَا!!
وإذا شمَمْت مِنَ القصِيدَةِ عُجْمَةً
مَزَّقْتُها مِن قَبلِ أن أتَمَزَّقَا!!
ما أَسْوَأَ الشُّعراءَ حينَ تراهُمُ
حَولَ المَوَائدِ راقصًا ومُصَفِّقَا!!
ولكمْ تُسيءُ إلى القصيدةِ عُصبَةٌ
تبري الحُرُوفَ تَزَلُّفًا وتَمَلُّقَا!
والشِّعرُ ما لَمْ يَستَفِزَّكَ صَارِخًا
فَاسكُبْ عليهِ الماءَ حتى يَغرَقَا
والشِّعرُ أَجدَرُ بالصُّخُورِ إذا أَبَتْ
تَحتَ الفُؤُوسِ وعَانَدَتْ أن تُفلقَا…
لا خيرَ في شِعرٍ يَجرُّ عِنانَهُ
خَلفَ القطيعِ وهَمُّهُ أن يلحِقَا!!
كم سالَ مِن وَلهٍ لُعابُ قصيدتي
لَمَّا رأى خَمرًا بثغرِكَ عُتِّقَا…
.
شَيْخوخَةُ الشُّعراءِ تبدأُ عندما
لا يكتُبُ الشُّعراءُ شِعرًا مُقلِقَا!
—————
محمود مفلح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق