الأربعاء، 20 نوفمبر 2024

بريق السًنا / بقلم / نعيمة برقاوي

 بريق السًنا

أريد أن أرتّبني على رفوف آمنة لا تطالها يد الفوضى ..أريد أن أكون ٱتّساقا لا يعرف البعثرة ولا اللّانظام ...
أريد أن أمرّر تموّجات الرّوح على مرايا اليقين فترتدّ نحوي كلمات تمتزج بعبق الخلود ...بأريج الٱمتداد ووهج الأبديّة ..
أريد أن أكون العمق الذي تطفو على سطحه سجايا من ألق الحنين وتوهّج اليقين ...
فكرة تائهة حيرى تبحث عن مرسى بعد رحلة أثرتها التّجربة وتخاطفتها ذبذبات الوقائع ....
دعنا نلتقي في مساحات واحات وارفة قبل أن يتآكلنا يبس الحقيقة .
بل دعني أبحث بخطى واثقة على أرصفة الهدوء عن ملاذ رخو ناعم لا تنهشنا في أركانه القصيّة براثن التوجّس ..جنًة نرسمها بيراع عامر بمداد من قلوبنا ...لن تخذلنا الإرادة ولن نخطئ التّصويب مادام الهدف واضحا والغايات تلتمع ببريق ساحر من دفق الوضح وبريق السّنا ...
لنستجمع ،من شظايا النّسيان وشذرات السّهو والذهول ذاكرة ... لنكن حضورا رغم فراغ الغياب و رؤيا متفلّتة من سهوب التّشتّت ...هو الٱنسياب الآمن لعبير من بوح فاتن واندلاق آسر ...حيث تتعالى، تتهافت أخيلة الحنين في مرابع الحلم ...
أسيرٌ هو ذلك القلب لنغم هامس ..لتحايا عالقة بالخلد تخفق بلا وهن ..
طافح ذلك الشًوق إلى براح السًفوح وأسرار الوهاد بحثا عن خفايا لا تتّضح إلا بٱتّقاد أقباس من سديم التجلًي ونشريات البوح على صفحات لهفة صاخبة الإيقاع...
أغرودة تلاحق فيض الذّات فتسدل الكلمات ستارة على سحنة الصًمت ..فيتحوًل السّراب الى لوحة أزليًة منيفة سامقة الأبعاد..فينخذل الوهم وتزهر الوعود ..ويغيب الٱنطفاء في أركانه المنسيّة ..
فلنرتق ...فنبّتةُ التّيه على أرصفة الٱنتظار اليائس عنيدة والضّياع متاح ....متاح جدًا ...
نعيمة برقاوي
تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق